المقالات

صراع الهويات او تعايشها

1178 20:33:53 2016-02-19

الموصل عراقية ، وأناسها عراقيون ، بكل أديانهم واطيافهم ومعتقداتهم وقومياتهم ، ابن الموصل هو عراقي قبل ان يكون كردي ، وابن الرمادي هو عراقي قبل ان يكون سني ، وكذلك ابن الجنوب الشيعي فهو عراقي ، صبغة ومعتقد سكان المحافظة لا يغير من عراقيتها . 

لا ينكر احد ان هنالك خصوصيات لكل محافظة ، وعادات وتقاليد وأعراف تميزها عن غيرها ، لكن تبقى حدود الدولة والوطن هي الصبغة الرسمية ، وهي الهوية الوطنية الشاملة التي لا تتعارض مع الهويات الفرعية التي يحملها الأفراد ، الجزء المغتصب يحرره العراقيون ، والدماء الجارية هي عراقية قبل اي عنوان اخر ، فليس هنالك دماء زرقاء واُخرى حمراء ، والحدود بين ابناء الوطن لا ترسم بالدماء ، والتمييز بين ابناء الوطن فتنة ، ومكاسب الطائفية ليست ادسم من الوحدة الوطنية ، ومن اعتاد الشقاق والنفاق عليه ان يكف عن ذلك لان وحدة الوطن أولى ، ان دعاوى اشراك الأتراك في تحرير الموصل ومنع الحشد من ذلك خطوة بأتجاه التقسيم ، وتغليب مصلحة الحليف الخارجي على مصلحة الوطن . 

الحشد لا يعرب او يشيع المناطق المحررة ( ان كان هذا هاجساً ) ، كما يفعلها الاخرون ، فتكريد كركوك لازال شاخصاً أمامنا ، والمؤمن لا يسمح بتكريد محافظتين ! ، معركة الموصل ستكون فيصلاً بين ما قبلها وما بعدها من احداث ، فأن شارك الحشد والقوات العراقية فوحدة العراق مصانة ، كونهم قوات أمنية عراقية خالصة ، ولكن ان شارك الأتراك ومنع الحشد فالتقسيم قادم لا محالة ، كون مشاركة الأتراك لتحرير مدينة عراقية بوجود قوات عراقية يضع العديد من علامات الاستفهام ، وكذلك اشراك البيشمركة ومنع الحشد يثير الكثير من التساؤلات كونهما قوتان عراقيتان ، فكيف يسمح لواحدة بالمشاركة وتمنع الاخرى ؟ ، والذهاب بهذه الرؤية سيؤسس لرؤية ان ابن الجنوب غير مرحب به في الشمال ، كما نادى بذلك ساسة الغربية المفلسين من قبل ، واذا ما زرع مثل هذا الشعور في نفوس الناس فلا يهم ان تكون هنالك حدود على الارض ، فالحدود سترسم بالقلوب والعقول ، ولن تزيلها مئات المبادرات ، والمصالحات الغير وطنية .

عدم مقبولية الحشد من ساسة السنة والاكراد على حد سواء ، لن يخفي عراقية هذه القوة وأصالتها ، والانتصارات التي حققتها ، ولن ينسى العراقيّون الدماء الزاكية التي اريقت للدفاع عنهم وحفظ وحدتهم ، فالحشد قوة احتوت على جميع الانتماءات ولكن جمعها حب الوطن والتضحية في سبيله ، فمن منعها فقد منع العراق من استعادة احد أطرافه واستبدله بطرف صناعي لن يخفي أعاقته ! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك