قد يهاجمني البعض فقط من قراءة أسم الموضوع، ولكننا تعودنا أن نكون مرآة الحقيقة لواقع العراق ، المطلع على ما يكتب هذه الأيام على شبكات التواصل الإجتماعي العراقية قد يصاب بالدوار، فالمرجعية التي كانت تهان وتشتم قبل أيام من قبل أولاد الكلاش، تمتدح اليوم من قبل الأغلبية!
قد يُعتقد أن السبب يرجع لتذبذب مواقف المرجعية بخصوص العملية السياسية في العراق، ولكن الحقيقة أن موقف المرجعية ثابت لا يتغير، لا علاقة له بالضغوطات الأقليمية، ولا بالتأثيرات الخارجة أو الداخلية من ترغيب أو ترهيب، فجل هم المرجعية هو العراق والمواطن العراقي، وأكبر دليل على ذلك تأسيسها للحشد الشعبي الذي تصدى لجرذان الصحراء.
مرجعية النجف الأشرف تعلم علم اليقين أن بناء الدولة الديمقراطية يبدأ من قاعدة الهرم وليس من أعلاه، فكانت كل خطبها السياسية تهاجم أسلوب إدارة الطبقة السياسية الحاكمة للبلد، وبنفس الوقت تقدم النصائح للمواطن العراقي لإصلاح الوضع، كان من أهمها عدم إنتخاب الفاسد، وإيقاف النزاعات العشائرية.
للأسف لم يكن السياسيون وحدهم من يتجاهل نصائح المرجعية، فأغلب العراقيين يستمعون فقط لما يناسب أهوائهم ويهملون الباقي، إن السبب الأكبر لمعضلة العراق اليوم هي تجاهل دعوة المرجعية للمواطنين بالإنتخاب وأختيار الأصلح، فالكثير منهم لم يذهب للأنتخاب أصلا والغالبية الباقية أعادت أنتخاب من ثبت فساده، فحتى بعد التغير بقي الفاسدون محمين بكمية الأصوات التي إستحصلوا عليها.
العارف بأمور المرجعية يعلم أن علماءَنا الأفاضل لا يترجون منا دحاً أو ذماً، بل فقط الإستماع لنصائحهم الدينية لإصلاح حال البلد المتردية بجميع جوانبها السياسية والأجتماعية، فالفساد ما زال ينخر في كل مفاصل الدولة، والمواطن اليوم لا يبالي بالاستماع الى الحقائق ومحاسبة الفاسدين، فالكل لديه متهم او بريء إعتمادا على ما يصدقه من أخبار مصدرها الرئيسي مواقع التواصل الأجتماعي أي إن اغلبها كذب بكذب .
https://telegram.me/buratha