يرى بعضهم أن الفيدرالية، ونظام الأقاليم، هو تقسيم وتجزئة البلاد الى دويلات، و يضعف من هيبة الدولة، و هذا ما رسخ بعقلية المواطن العراقي، وهو مفهوم خاطئ، محاولة لخلط الأوراق.
جاءت مفردة الفدرالية في ترجمتها، وتعني الاتحاد كأقرب مفهوم وتفسير لها، وتقام الأنظمة الفدرالية في البلدان المتنوعة ديمغرافيا وجغرافيا.
منذ نشوء الدولة العراقية، تعاقبت كثير من الحكومات والأنظمة، ألا أن جميعهم فشلوا بمسك العصى من المنتصف، بين الأقليات والطوائف والقوميات، بتساوي في الحقوق بل على العكس من ذلك، أمسى البلد يدار من قبل حزب أوحد، ولون وعائلة، حتى بعد سقوط الطاغية، لمس المواطن العراقي ذلك.
اليوم وبعد أكثر عقد، على الإطاحة بالنظام الدكتاتوري، ما يزال يعاني العراق من أزمة طائفية وقومية، كانت عائق أمام تقدم البلد وازدهاره.
في 11 من آب اغسطس من عام 2005، طرح السيد عبد العزيز الحكيم مشروع أقامة إقليم فدرالي للوسط والجنوب، وهذا ما يخلق توازن سياسيا، بين الأقاليم والحكومة الاتحادية، ما أن برح حتى تعالت الأصوات، من السنة وبعض الساسة الشيعة حوله، بين من يقول تمزيق الوحدة الوطنية، وتبديد للثروات، ما حال دون تطبيقها أنذلك.
بعد تلك السنوات من عمر العراق الجديد، تعالت أصوات أهل السنة وفي ساحات "الذل والمهانة" مطالب أقامة إقليم السنة، ومنهم من يريد إقليم للجنوب، و هذا كان كلمة حق يراد به باطل، نعم الإقليم حق ومطلب شعبي و دستوري في اختيار نوعية النظام الإداري لمناطقهم، لكن الباطل به هو أقامته على أساس طائفي، وليس كما طرح بالسابق، على أساس جغرافي.
لو نتمعن قليل ونتصفح شيء عن عالم الفدرالية، ونرى كيف أصبحت الدول التي نظامها فدرالي، كدولة الأمارات العربية المتحدة، نظامها فدرالي فكيف حال الأمارات اليوم وحال العراق الآن، كما أن ما يقارب 40 بالمئة من أنظمة العالم فدرالية، وتقريبا 25 دولة تمتاز بهذا النظام، ومنها "إثيوبيا والأمارات ونيجريا وباكستان والهند وكندا وماليزيا وأمريكا"
بعدما رأى "جو بايدن" أن الفدرالية أو نظام الأقاليم على أساس جغرافي هو القضاء على الطائفية، استطاع الصيد بالماء العكر، من أطلاق مشروعه الذي هو الوجه الثاني لنظام الأقاليم، حيث طرح النظام الأقاليم بصيغة التقسيم الطائفي، على عكس الفدرلة المتعارف عليها قانونية، التي هي نظام أداري وفق التركيبة الجغرافية.
بعد العاشر من حزيران عام 2014، نفذ مشروع بإيدن النتن، لكن بعدها واليوم العراق بين آمرين، اما بقاء التجاذبات السياسية الطائفية قائمة، في نزف قوة البلاد، او تفويت الفرصة أمام من يريد بالبلاد السوء، بإقامة الأقاليم تحت حماية أبطال الحشد الشعبي، وتحويلهم الى قوة حماية الأقاليم.
https://telegram.me/buratha