المقالات

هل سمعت بالفساد الشرعي

1461 16:39:40 2016-01-20

كنا في عيادة احد أصدقائنا الأعزاء, وهو يئن من المرض, حيث أصيب بورم سرطاني, وهو من عائلة فقيرة, كنا نواسيه في محنته, لان لا علاج للفقراء في عراق اليوم, والسفر للعلاج فقط متاح للأغنياء, فدار الحديث عن البلد والفساد المنتشر, وكان احد الحضور رجل مسن, يدعى أبو جليل, فقال تعقيبا على كلامنا : (( السمجة خايسة من رأسها )), فلا أمل لنا بأي علاج, لما موجود اليوم من نخبة تحكم, إلا بالإزالة, لأنهم مجرد أصنام نتانة, فادعوا إن يكون يوم الخلاص, من كل ما موجود, من كيانات آثمة, قريبا. 

فساد البلد نبع من قمة الهرم, من السلطات العليا, التشريعية والتنفيذية والقضائية, ليتكاثر في المستويات الأدنى, ليتحول إلى حالة شائعة.
انه الفساد المقنن, قوانين برلمانية وقرارات حكومية, نشرت الخطيئة على هذه الأرض, التي مازالت تئن من جراحها, فكل من حكمها أدماها, بسوء تصرفه, وفي فتحهم أبواب الظلم, وإطفاء أي مشعل نور, كي تضيع الأمة, في ظلام لا ينتهي, تتيه فيه المسيرة.

أول الخطايا التي أسستها النخبة السارقة, هو تشريع قانون رواتب خاص بهم, لم يشهد التاريخ مثيل له, فهو بدعة عراقية, بحيث بدد أموال الموازنات, في مخصصات ونفقات وامتيازات, للمسئولين الحكوميين والبرلمانيين والرئاسات الثلاث, ولا من جهة, ممكن إن توقف هذا التبديد المشرعن لأموال الدولة.

الخطيئة الثانية, قيام الطبقة السياسية, بعملية فرهود كبيرة, للأراضي والأملاك الحكومية, عبر إصدار قرار في عام 2006 , يقضي بتخصيص قطع أراضي, في المناطق المميزة من بغداد, وبأسعار رمزية, بالإضافة لتمليك الدور والوحدات السكنية, في المنطقة الخضراء, لأعضاء الحكومة والبرلمان, أنها لصوصية بنص القانون.

الخطايا لا تعد, بنصوص قانونية تشرع لهم فعل الحرام, ايفادات وسفرات, وعلاج بأموال طائلة, وتعيينات خاصة لأقاربهم, وشهادات تخرج لأبنائهم من دون دراسة, والسعي لديمومة النزاعات, لان فيها بحبوحة عيشهم, وتعطيل القوانين المهمة, وتقاسم أموال البلد مع الشركات العالمية, بسمسرة تحت غطاء القانون, فهل بعد كل هذا, يمكن أن ننتظر خير وصلاح من النخبة الحاكمة!؟

هذه صورة بسيطة للفساد المشرعن في العراق, فساد أبطاله النخبة الحاكمة, من شخصيات وكتل, تتقاسم الخزينة بنصوص قانونية آثمة, ومن المؤسف إن يختفي الشرفاء, عن الصورة السياسية, بالإقصاء أو العزل, فكل الموجودين يتقاسمون آثام, سرقة أموال العراق, بقوانين تحميهم من أي مسالة.

السمكة الملوثة من رأسها, لا فائدة منها, ويجب التخلص منها سريعا, وإلا فالعذاب من نتانتها وسمومها لا ينتهي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك