ثارت حميّة أغلب الحكومات العربية وأرتفع مؤشر غيرتها الذي هبط لمستويات قياسية خلال الأعوام الماضية, بعد إقتحام متظاهرين غاضبين لمكاتب السفارة السعودية في طهران. فتداعى وزراء الخارجية العرب للإجتماع في قاهرة المعز, إستنكارا لهذا المصاب الجلل ولتوجيه رسالة قوية الى الدولة الفارسيةمفادها أن قادسية ثالثة على الأبواب إن لم تتوقف عن إنتهاكها لحرمات العرب والمسلمين التي تمثلها سفارة خادم الحرمين الشريفين.
فأمة العرب مازال فيها عرق ينبض للدفاع عن حماها التي ينتهك حرمتها الفرس المجوس الروافض ولكن هذه الأمة لا يحرك ضميرها ولا مشاعرها منظر الفلسطينيين الذين يسفك الأسرائيليون دمائهم كل يوم, وتلك الحكومات لا غيرة لها عندما تعتقل إمراة فلسطينية او طفل فلسطيني. واما تدنيس المسجد الأقصى اولى القبلتين وثاني الحرمين فلابأس به طالما ان المدنّس ابن العم وليس فارسيا رافضيا.
مسؤولون لم تحرك ضمائرهم مشاهد آلاف الأطفال اليمنيين الذي سقطوا ضحايا للعدوان السعودي المتواصل منذ قرابة العام على اليمن, واما منظر الرؤوس التي اطارها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق فلاتشفي غليل ساديتهم. وأما القواعد العسكرية الغربية التي تملأ منطقة الخليج فلا تنتهك شرف عروبتهم المباح.
لكن هذا ليس بالغريب على امة لم تجتمع الا على باطل, إجتمعت على قتل النبي واجتمعت على سبي ذريته وعترته, وتوحدت في استهداف ارض الحكمة وتوحدت خلف صدام في قتال العدو الفارسي, وتتوحد اليوم خلف آل سعود الذين دمروا الأمتين العربية والإسلامية. وليس ذلك بالمستغرب من حكومات باعت نفسها وبلدانها من أجل كرسي حكم زائل, فهؤلاء لا هم لهم سوى طعامهم ومنامهم فهم كالانعام بل هم أضل سبيلا.
https://telegram.me/buratha