المقالات

الفتنة الكبرى من جديد

1405 00:21:46 2016-01-09

حينما كتب الأديب المصري الكبير طه حسين رحمه الله عن الفتنة الكبرى ,التي حصدت الإمكانيات البشرية في الأمة العربية والإسلامية , وبقيت آثارها إلى اليوم , تلك الفتنة التي أثارها طلاب السلطة ظلما وعدوانا , ضد دولة الإمام علي بن أبي طالب{ع}.فتنة بدأت تفاصيلها من الغيرة والحسد , وتحمل المسلمون وزرها , ولعقت الأجيال طعم مرارتها إلى اليوم .

هذه الفتنة اشتعلت نيرانها في العراق الآن بنفس المقاسات التي اشتعلت فيها تلك الفترة .. ولا بد للعقلاء أن تتحرك أقلامهم لرص الصفوف , وبيان موقفهم الإسلامي والوطني ..نحن في العراق نعيش منذ أن وجد أجدادنا أنفسهم على هذا التراب , إننا ننقسم شيعة وسنة ومسيحيون وصابئة وشبك , وكان بيننا يهود قبل نكبة فلسطين , وإننا عرب وأكراد وتركمان وايزيدية وغيرهم .. هذه التركيبة تتأثر بالوضع السياسي , وتكون وقودا للنار الفتنوية التي تقع بين السياسيين عادة .. ما أريد قوله يهم جميع العراقيين الوطنيين الشرفاء( فقط) الذين يحبون ترابا اسمه عراق ..

وجهة نظري اعتقد إنها تتعلق بمستقبل العراق , ما يهمني هو وحدة العراق , إخوان يشاركوننا في الوطن , في انتصاراته ونكباته , أخوان وشركاء ,بيينا رابطة قوية هي رابطة الدين التي دخل علينا السياسيون من خلالها .. وخلال متابعتي للإعلام الأسود والأصفر للقنوات الموبوءة التي تمول من عملاء إسرائيل وأمريكا , تشن تلك القنوات سيلا جارفا من الشتائم والانتهاكات عن الرموز السنية , يقابلها الإعلام السني المدعوم من نفس المصادر فأصبحت مواقفنا نهبا لهذا وذاك . وأمريكا وإسرائيل تحرك الشارع العراقي من خلال هذه القنوات . 

حقيقة .. أصبح أخواننا السنة أمام واقع قاسي , لعدة أسباب على رأسها إنهم كمذهب لا يمتلكون مرجعية دينية ولا سياسية في العراق , فانتهبهم السياسيون والصراعات , فتهدمت بيوتهم ومساجدهم , وأضحت مدنهم ساحات حرب لا تبقي ولا تذر , ومن خلال هذه الأزمة الأخلاقية انبرى عدد من السياسيين السنة يدعون إنهم يمثلون المكون السني , وهم بعيدون عن التدين , فسقطوا واحدا بعد الآخر من خلال مواقفهم , كما سقط ساسة الشيعة لنفس الأسباب , غير إن الفرق بين الشيعة والسنة , إن الشيعة عندهم قيادة المرجعية , فقط هذا هو الفرق وهو أمر كبير أن تتوحد رؤيتهم للقيادة , يقابلها تشرذم السنة وحيرتهم هذه الفترة ... إنني أخاطب الشرفاء مرة ثانية وثالثة ورابعة , أن يلتفتوا إلى الدور الإعلامي الذي تقوم به القنوات الشيعية التي تستخدم سب الرموز السنية علنا وظلما , لا تجعلوا أخواننا السنة ينظرون لهذه القناة التابعة للدولة الفلانية إنها ممثلة للسنة , لا تتهموهم إنهم بلا ولاء , وانتم تشتمون بإذاعاتكم الممولة من أقطار لا تحب الإسلام ولا العراق , لا نريد أن يعلمنا الكويتي ياسر الحبيب ومرتضى الشيرازي وشخص أفغاني لا اعرف اسمه , هؤلاء جعلوا بعض الشباب السنة صراحة ينظرون لمن يدافع عن مذهبهم انه هو ممثل المكون السني , أصبح السنة اليوم في موقف لا يحسدون عليه .. رفقا ببلدكم .. رفقا بأبناء دينكم ووطنكم .. رفقا بأنفسكم وإخوانكم , أخشى أن يكون داعش يوما ممثلا عن المكون السني ولا يجد الشباب السنة من يخلصهم غير داعش.. يقول تعالى :{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك