بعد مرور عام ونيف، على احتلال عصابات داعش الإرهابية، لثلث مساحة العراق، ومنذ ذلك الوقت يقاتلونهم المتطوعين من الحشد الشعبي، عندما هب الشباب العراقي للدفاع عن الوحدة الوطنية، بعد فتوى "الجهاد الكفائي" من قبل المرجعية المباركة ليتوحد العراق، وطي خلافات الماضي لمواجهة الخطر المحدق بهم.
اليوم وبعد أيام وشهور من الجهاد، تعددت الفصائل المسلحة التي تحارب "داعش" مع تعدد مرجعياتها السياسية والدينية، وما تحمله من أفكار وخطط مستقبلية لما بعد "داعش".
قانون الحرس الوطني المثير للجدل، الذي من خلالة تنضم الفصائل المسلحة، وأبناء العشائر وكل فصيل او جهة حاربت تلك العصابات، تحت مظلة قانونية، وبقيادة حكومية، ليكون يد من حديد ضاربة لكل من يريد بالبلد السوء، لكن سرعان ما أن يرى النور من رحم ممثلي الشعب، آلا انه لاقا اعتراض وانتقاد لاذع، حتى من بعض القوى التي ساهمت بكتابة فقراته، كما اعترض عليه المكون السني حول مساحة نفوذ، و لون التشكيل
،هذه القوة وبإمرة من ستكون وكيف تتحرك؟
يفسر الأمر من اعتراض بعض الفصائل، التي تحارب "داعش" اليوم حول هذا القانون، يضعهم في خانة الشك والريبة! لماذا يرفضون قانون يحفظ حقوقهم، وحقوق شهدائهم؟ ولماذا يرفضون قانون يعطيهم الحصانة الحكومية من الملاحقة القانونية من مسمى "الميليشيات"؟ هنا تفسير واحد، هو أذا أقر قانون الحرس سيبدد قواهم وتكون تحت آمرة الحكومة، هو ما لا يريده المعارضون للقانون، حيث أن يريدون الحفاظ على قوتهم الحزبية، وكسب الساحة الشعبية، ما بعد انهزام "داعش".
تحدثنا عن قانون الحرس الوطني وفتوى الجهاد الكفائي، هناك ثمة أمر خطير، لابد من تسليط الضوء عليه، حيث تشهد الساحة السياسة عدم استقرار داخلي، و هناك تنافس شيعي شيعي في المناطق الشيعية، حول السلطة في محافظات الوسط والجنوب، كما هناك توتر بين بعض الفصائل المسلحة، وهذا مؤشر خطير، ونحن اليوم نعيش عصر الشائعات والفتن، والتربص الخارجي للنيل من وحدة العراق، وبالذات المناطق الآمنة والمستقرة، وما يحصل من عمليات سرقة وعصابات منظمة وتنازعات في البصرة نموذج مبسط؛ لسحب بساط الحكم من تحت إقدامهم, مع استقرار نسبي في مناطق غرب العراق.
كل ما ذكرناه آمر وارد ومحتمل، ولتفادي هذا المنحدر الخطير، على قادة الفصائل مهما كان لونها وعددها وولاءها وصنفها، أن تجلس على طاولة حوار وكشف الأوراق وتجميدها، أو بالأحرى تصفيرها وتمزيق أوراق وخلافات الماضي، ويكون تحت راية المرجعية المباركة، في النجف الأشرف وتحت مظلة قانون الحرس ليسيروا على قوله تعالى " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ال.. جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ ال.. عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا".
https://telegram.me/buratha