وقد تساءل الكثير من المراقبين السياسيين كيف تم تسويق هذه الأكذوبة وبهذه السرعة المذهلة ؟ وكيف يحق لمملكة جنرالات الحرب الجدد الذين تربوا في حضن الإرهاب وخرجت مدارسهم وجامعاتهم عشرات الآلاف من الإرهابيين القتلة وآنتشروا كالسرطان في الأرض وقتلوا وذبحوا ودمروا وأحرقوا وعاثوا فسادا في بلدان إسلامية أن يكونوا حلفا لمحاربة أفكارهم الجهنمية التي خرجت من عقر دارهم بشهادة معظم الخبراء في العالم.؟ وكيف يحق لنظام ملكي مهووس بقتل النساء والأطفال في اليمن وسوريا والعراق ويعتبر آكلي الأكباد والقلوب بأنهم (ثوار )أن يترأس تحالفا إسلاميا ضد الإرهاب ؟ولماذا تشن وسائل إعلامه هجوما ضاريا على المحاربين الحقيقيين للإرهاب وهم روسيا وإيران والعراق وسوريا .؟
ولماذا باركته الولايات المتحدة ونظام أردوغان الذي فتح حدود تركيا على مصاريعها لدخول عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا والعراق.؟وهل باستطاعة نظام ملكي وراثي ظلامي مغلق يحط من قدر المرأة أن يكون محاربا للإرهاب.؟ وما الغاية من توقيته والعالم ينتظر من مؤتمر جنيف أن يحقن دماء السوريين ويضع حدا لمأساتهم الكبرى.؟وهل يعقل إن تحالفا يتم بين دول الكثير منها دولا هامشية لم تحارب الإرهاب يوما عن طريق الهاتف.؟
والحقيقة المرة تقول إنه لايعدو عن كونه تكتلا طائفيا بغيضا يقوم به آل سعود بقوة الدولار ليصنع مظلة شرعية للإرهاب بطرق ملتوية. ويمهد لمغامرات عسكرية نواتها مجموعات من المرتزقة للتدخل في دول عربية تحارب الإرهاب وعلى رأسها سوريا والعراق.وما تسويق أحرار الشام وجيش الإسلام الإرهابيتين بأنهما جهتان تسعيان لنشر(الديمقراطية) في سوريا إلا تمهيد لتسوق جبهة النصرة معهما في مرحلة لاحقة.
إن هذا التحالف الجديد الذي أعلنته مملكة آل سعود هو رد على الدور الروسي الذي قصم ظهر الإرهاب في سوريا ، وتلميع لوجه هذه المملكة القبيح بعد أحداث باريس وصدور تقرير المخابرات الألمانية الذي كشف عن الكثير من مساوئ نظام الحكم السعودي وخطره على جيرانه . فالنظام السعودي الذي أنتج الإرهاب لأكثر من مئة عام لايمكن أن يكون محاربا لأطفاله الذين رضعوا من حليبه الفاسد، وتربوا في حضنه. وهو يحاول أن يجمع تكتلا ليكون له غطاء شرعيا في شن حروب طائفية جديدة في المنطقة تساعد على تقوية شوكة الإرهاب في المنطقه. والذي يحز في قلب كل مواطن مسلم غير ملوث بمرض الطائفية إن مؤسسة عريقة كالأزهر تنساق وراء هذه الأكذوبة .
إن محرقة العصر التي أشعلها النظام السعودي في اليمن يسعى لإشعالها في مناطق أخرى ليقول عن نفسه إنه أعاد الكرامة للأمة العربية. ويمكننا أن نعتبر إن هذه الأكذوبة التي أطلقها الجنرال المراهق محمد بن سلمان هي أكذوبة عام 2015 وإن غدا لناظره قريب.
https://telegram.me/buratha