المقالات

الوطنية.. جلب المنافع ودفع الاضرار، وليس المزايدة والاستهزاء بالوطن

1397 23:29:03 2015-12-13


اتخذت الحكومة موقفاً صحيحاً متوازناً في موضوع العلاقات مع تركيا.. فدخول دبابات ومقاتلين دون علم الحكومة هو امر ترفضه اية حكومة مهما كانت اوضاعها صعبة، وظروفها معقدة. صحيح ان المسألة متشابكة ومعقدة، فلقد سبق لحكومات سابقة سواء قبل التغيير او بعده، ان وافقت عبر محاضر جلسات او اجتماعات مشتركة على بعض العمليات ضد حزب العمال الكردستاني، وذلك بغض النظر عن صوابية تلك الموافقات. ورغم ان الكلام اليوم مثار حول معسكر "بعشيقة" لكن معالجة وبحث الموضوع يرتبط ايضاً باوضاع اقليم كردستان، ويشمل ايضاً الاوضاع في الموصل ومواقف بعض القوى السياسية الموصلية، والتي تحمل بعضها صفات رسمية. فكما ذكرنا اعلاه فان المسألة متشابكة ومعقدة، ويجب التعامل معها بحذر للدفاع عن السيادة العراقية، وحل الاشكالات، لا تعميقها وادخال البلاد في المزيد من المصاعب التي يمكن ان تحرفنا عن المعركة الاساسية ضد "داعش".

يحتج البعض ان الحكومة لم تتحرك عند اقتحام عشرات الاف الزوار الايرانيين الحدود في مناسبة اربعينية الحسين عليه السلام.. وهذا غير صحيح، فالحكومة تحركت، وحاولت المنع، ولم تشرعن الامر، رغم ان لا مقارنة بين دخول زوار سيعودون الى بلادهم، وارسال قوات مدرعة تستقر في عمق الاراضي العراقية دون تنسيق واتفاق مع الحكومة. فهذه اوروبا يخترق حدودها مئات الالاف من المهاجرين، ولم تتكلم عن انتهاك السيادة، بل وضعت اجراءات لقبول ورفض المهاجرين حسب المعايير المناسبة. بالمقابل يحتج اخرون ويقولون ما جدوى تقديم شكوى الى مجلس الامن والجامعة العربية، بل يجب التعامل مع تركيا كبلد عدو، ويجب قطع العلاقات السياسية والتجارية معها.. وهذا بدوره غير صحيح ولن ينفع في الدفاع عن سيادة البلاد، او التأسيس لحرب شاملة ضد "داعش"، او لتحسين العلاقات مع دول الجوار، الخ.

تبقى جميع وجهات النظر اعلاه محترمة وقابلة للنقاش، مهما بدا الخلاف عميقاً.. ففي العراق كيمياء خاصة، عند كثيرين، لفرز حب شديد او بغض شديد. وهذا امر له تاريخه واسبابه وعوامله. فبعض العراقيين على استعداد لتبرير كل ما تقوم به ايران.. واخرون مستعدون لتبرير كل ما تقوم به السعودية او تركيا.. وغيرهم يبررون لافعال الامريكان والروس والاوروبيين، كل من مواقعه وخلفياته الفكرية والسياسية. فالتبرير، وتهدئة او تصعيد المواقف حسب الجهة وخلفياتها شيء، واستخدام السخرية او المعلومات الكاذبة والمغالطة او المواقف المتآمرة لكسر شوكة الوطن والروح الوطنية وتحطيم كل المشتركات وكل الجهود حتى السليمة والصحيحة هو شيء اخر. الاول يدركه العقلاء، وهو جزء من المعادلة العراقية "الحليبية"

الخصائص التي ترتفع رغوتها سريعاً عند الاجواء الساخنة، لتهبط سريعاً بتوقفها.. وهو ما مر كثيراً وتكرر مراراً، فانتقل الاصدقاء لاعداء والاعداء لاصدقاء في فترات قياسية قد لا تعرفها بقية البلدان.. وهو ما يدفع العقلاء للتعامل مع احداث العراق بحذر شديد، لنبقى متمسكين بالثوابت والمبادىء، فهي عنوان وطنيتنا ووحدتنا التي تدور حولها الاغلبية الساحقة، حسب قناعتنا. اما اعتبار جعجعات "صدام حسين" وعنترياته وحروبه، وطنية، وهي التي قادت للقتل والتهجير واستخدام السلاح الكيمياوي ضد العرقيين، وقادت لاستباحة العراق وتدميره وتمزيق نسيجه، وعزلته عن محيطه وعالمه.. او اعتبار السخرية بالوطن وبابناء العراق وقدراتهم وكفاحاتهم وتضحياتهم، وتسفيهها وتدمير كل المشتركات والمباني، فهي الخيانة الحقيقية.

عادل عبد المهدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك