المقالات

هل خرج الوضع عن السيطرة؟

1421 01:37:39 2015-12-13

تساؤل مشروع يطرح نفسه بعد جملة من المتغيرات التي طرأت على الساحة العراقية مؤخرا, وهو هل خرج الوضع في العراق عن سيطرة بغداد؟ أما أنه مازال تحت السيطرة؟ التطورات الأخيرة على الأرض لاتبدو سارّة ولا تبشّر بخير, إذ تلوح في الأفق ملامح مخطّط مرسوم بعناية وتجري الأستعدادات لبدء تنفيذه على الأرض بدقة وحزم.

تركيا أسقطت طائرة مقاتلة روسية تحت ذريعة اختراقها ولثواني معدودة لمجالها الجوي, إصطفاف حلف الناتو خلف تركيا يظهر أن العملية رسالة تحذيرية لروسيا من التدخل لإجهاض او عرقلة المخطط المرسوم.

تركيا التي هدّتها روسيا وفرضت عليها عقوبات اقتصادية, لا تبدو مكترثة لذلك بل إنها بدت اكثر قوّة وظهر ذلك جليا عبر إرسالها لقوات عسكرية, دخلت في العمق العراقي وبالقرب من مدينة الموصل العراقية التي يسطر عليها تنظيم داعش.

القوات التي تتدرّب منذ اكثر من عام في معسكر ببلدة بعشيقة استعدادا لتحرير مدينة الموصل يبدو انها اكملت استعداداتها وهي تحظى بدعم امريكي وتركي, وتم الإعلان عن تسميتها بقوات الحشد الوطني ,على غرار قوات الحشد الشعبي وبقيادة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي.

زيارات محمومة في ظل هذه التطورات لرئيس إقليم كردستان الى كل من الرياض وأنقرة اللتان يلعبان دورا رئيسيا في صراعات المنطقة اليوم. إعلان أمريكي بارسال قوات جديدة للعراق كما صرح وزير الدفاع الأمريكي قبل أيام. فيما تواردت انباء لم يجري التأكد منها تشير الى تواجد قوات سعودية قوامها 800 في محافظة نينوى, في وقت تنظم فيه الرياض مؤتمرا لفصائل المعارضة السورية وحتى المسلحة منها.

هذه التطوّرات تشير الى أن الوضع خرج عن سيطرة الحكومة المركزية في بغداد, فهي غير قادرة على حماية اراضيها ولا وقف تدخلات الدول الخارجية في شؤون البلاد. فهي من ناحية تعصف بها الخلافات وتتجاذبها الولاءات القومية والطائفية, ومن ناحية اخرى فهي لا تمتلك اليوم من أسباب القوة ما يمكنها من ردع دول في المنطقة عزّزت من قدراتها ونفوذها خلال العقود الأخيرة, في الوقت الذي تراجعت فيه قوة العراق ونفوذه ولأسباب مختلفة.

ولاتبدو الحكومة العراقية بمستوى التحدّيات والمخاطر التي تواجهها , وليس للأمر علاقة بشخص من يرأسها, بل لأن الموروث ثقيل ولأن الحكومات العراقية المتعاقبة ومنذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين, فشلت فشلا ذريعا في إستثمار موارد البلاد الإقتصادية وطاقاته البشرية في بناء جيش عراقي مقتدر قادر على ردع العدوان الخارجي وعلى حفظ هيبة الدولة العراقية.

إذ لا يبدو أن الساسة العراقيين المتصدّين كانوا مهتمّين طوال السنوات الإثني عشر الماضية, في بناء دولة قويّة, بل كان همّهم تعزيز مواقعم ونفوذهم والإستئثار بثروات البلاد, حتى اوصلوا الأمور الى نقطة اللاعودة.

وبالمقابل فإن المناهضين للعملية السياسية الجارية في البلد والحالمين بإعادة عجلة التاريخ الى الوراء سواء اكانوا في الداخل او الخارج, استجمعوا قواهم ووحدوا صفوفهم وقرّروا خوض معركة حاسمة سترسم نتائجها ملامح الشرق الأوسط الجديد.

وامام هذا الواقع فلاخيار امام القوى السياسية العراقية سوى إعلان حالة الطواريء في البلاد وتشكيل حكومة حرب مصغّرة تعلن التعبئة العامة وتبدأ عملية تحرير للمدن العراقية من قبضة قوى الإرهاب وفي طليعتها محافظة الأنبار,وان تحسن إستخدام علاقاتها بالدول المؤثرة في الإقليم والعالم, وبغير ذلك فإن على العراقيين تقبل ما سيرسمه الأخرون لمستقبل بلادهم, فمن يقف متفرجا وليس لاعبا, ومن هو عاجز اليوم عن إخراج قوة عسكرية تركية صغيرة من البلاد هو اعجز من ان يحفظ سيادة البلاد واستقلالها ووحدة اراضيها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك