إن مايشهده الوطن من صراعات بين السياسيين ، وعدم مبالاتهم بالمخاطر الجمة المحدقة بالعراق أمر يؤلم قلب كل عراقي شريف .ولايمكن أن بتحملها الشعب العراقي الذي صبر طويلا إلى مالانهايه. ولا يمكن أن تُسكت إنتفاضته الحالية المهدئات والحلول البسيطة التي لاتسمن ولا تغني من جوع للإلتفاف على مطالبه العادلة في كشف رؤوس الفساد وإحالتهم للقضاء العادل أولا بعد أن تعرضت ثروة الشعب العراقي للنهب من رؤوس حاكمة متنفذة بعضها حمل معه المال إلى الخارج ويعيش حرا طليقا دون أي حساب.
والشعب يطالب بمحاكمة الأشخاص الذين خانوا تربة العراق وسلموا نينوى والأنبار على طبق من ذهب للدواعش الأشرار.ويطالب بحكومة يتألف وزراؤها من الكفاءات المستقلة النزيهة القادرة على إنقاذ العراق لإنهاء حكومة المحاصصات وإلى الأبد ، ويطالب بتعيين سفراء بحجم حضارة العراق باستطاعتهم مخاطبة العالم لمساعدته على صد هذه الهجمة الإرهابية كما فعلت فرنسا التي تعرضت لهجمة إرهابية واحدة فجلبت تعاطف معظم دول العالم وأنتزعت قرارا هاما من مجلس الأمن وأعلنت حالة الطوارئ لثلاثة أشهر والعراق يفقد في كل شهر أكثر من ألف شهيد وكأن الدم العراقي قد تحول إلى ماء.وهذا النكوص يدل على ضعف أجهزة الدولة الإعلامية والدبلوماسية .
ويطالب الشعب بأن يكون القانون هو السائد وفوق أي نفوذ شخصي أو حزبي أو عشائري لكي يعيش المواطن تحت ظل دولة المؤسسات القوية التي يعيش فيها المواطن العراقي من أي مذهب أو قومية آمنا دون أي خوف أو تهديد. والشعب العراقي يريد حكومة قوية تقول لا بكل قوة وثقة للتدخلات الخارجية السلبية التي تحرض على الطائفية والتقسيم. الشعب يريد دولة تبني علاقاتها مع الدول على أساس الند للند والمصالح المشتركة. ويطالب بمجلس نواب صادق مع الشعب يسعى جاهدا لتشريع القوانين المعطلة منذ سنين طويلة لا أن يكون منبرا للخطابات الخاوية ،ويمضي رئيسه على سيرة سلفه السابق يستهويه الإعلام وشاشات الفضائيات أكثر من إهتمامه بالمشاريع التي لها مساس مباشر بحياة الشعب . ومن عجائب الحكومة العراقية أن ينتمي رأس السلطة التشريعية الذي يمثل الشعب العراقي بكل قومياته ومذاهبه إلى تحالف ضيق اطلق عليه ( إسم اللجنة التنسيقية العليا ) الذي تحرض بنوده على الطائفية وتدويل القضية العراقية. والشعب يريد النهوض بالخدمات وآنتشال الكثير من مدن العراق من واقعها المزري بعد تلك الموازنات الإنفجارية التي تبخرت مع الهواء. كل هذه الأمور وغيرها من المطالب الملحة للجماهير الشعبية وأكدت عليها المرجعية الرشيدة باستمرار ولم يحصل على هذا التأييد لغير رئيس الوزراء الحالي الدكتور حيدر العبادي لكنه ومع الأسف الشديد ظل مترددا ولم يغتنم هذه الفرصة التأريخية الفريدة التي حصل عليها من المرجعية والشعب وظل التخبط يسري في كيان الدولة رغم تلك الإصلاحات الطفيفة التي قام بها
إن الشعب العراقي يستطيع أن يميز بين أبنائه الحقيقيين بما مرت عليه من تجارب قاسية. ويطالب بأن لاتكون حكومته الحالية نسخة محسنة ببعض الماكياج الخارجي للحكومات السابقة التي جلبت للعراق أوخم العواقب وأقسى الكوارث. وقد آلت الجماهير المحتجة على نفسها أمام الله أن لاتترك الساحة بعد الآن مالم يتقدم رئيس الحكومة بخطوات شجاعة فعالة تنتشل العراق من واقعه الذي لايحسده عليه أحد. إنها تأمل من الذين ناضلوا ضد الدكتاتورية أن يكونوا عند حسن ظن شعبهم بهم ولا تخدعهم وتغريهم كراسي الحكم فيبتعدوا عن نبض الشعب .
لقد بقيت أوضاع العراق تتراجع وتتدهور في جميع مجالات الحياة والوقت يُهدر إلى أن وصلنا إلى هذه الحال الذي هددت فيه عصابات داعش الوطن في الصميم، وكادت بغداد تسقط بأيدي برابرة العصر الدواعش لولا تدارك المرجعية الرشيدة التي نادت بالجهاد الكفائي لرد هذا الغزو البربري بعد أن لبى غيارى العراق نداء المرجعية الخالد، وانطلقوا عن بكرة أبيهم لتطهيرالأرض من دنس هؤلاء الأوغاد، ودفع الله بدمائهم الطاهرة، وسواعدهم الفولاذية وإرادتهم الجبارة ماكان أدهى وأمر.
وهاهم هم اليوم يتحملون من الظلم الفادح، ومن التهم الباطلة من عملاء النظام الصدامي دواعش السياسة في البرلمان العتيد مالا تتحمله الجبال الرواسي. والشعب يسمع مايردده هؤلاء الذين كانوا في غاية الشوق لكي تكتسح داعش كل العراق من أقصاه إلى أقصاه. بعد أن كانوا العون والساعد الأيمن والشريك الفعلي للدكتاتور في كل جرائمه الوحشية.
https://telegram.me/buratha