نقلا عن السيد سنان الشبيبي، صاحب العقل المالي الكبير، يقول إن الأموال التي تحصلت، في مدة حكم المالكي، يستطيع بها بناء وطن بحجم العراق، يعيش فيه ثلاثين مليون نسمة بأرقى الخدمات؛ وذلك بحسابات رياضية وعلمية دقيقة!
يعد قانون(البنى التحتية)من القوانين، المثيرة للجدل والإستغراب، وأكثرها إستخداما في المواسم الإنتخابية؛ للكسب الإنتخابي تارة، ولتسقيط الخصوم تارة أخرى، فأستطاع المالكي من تباكيه على القانون، ضرب عصفورين بحجر واحد.
كان إدعاء صاحب هذا القانون، هو بناء المدارس والمستشفيات والمساكن للمواطنين والفقراء، وأن الخصوم في الكتل السياسية رفضوا القانون، كي لا يحسب ذلك الإنجاز له، وقد جنى من ذلك الإدعاء، مكاسب إنتخابية كبيرة، في الإنتخابات التي جرت في(2010)و(2014).
هنا سؤال يطرح نفسه، إذا كانت الحكومة السابقة، قد فشلت في إستغلال الأموال الطائلة، لإعمار البلد والتي بلغت (800) مليار دولار، خلال ثمان سنوات حسب تصريحات، اللجنة المالية البرلمانية، بل زاد الفساد والخراب، فكيف يمكن بناء البلد بالدين وبمبلغ(70)مليار دولار؟!
لو أقر هذا القانون وطبق، لصرنا أسوأ من اليونان، الذي تعرض إلى أزمة مالية ومديونية كبيرة؛ وذلك لأن اليونان عضو في الإتحاد الأوربي، الغني إقتصاديا وماليا، ساعدوا ذلك البلد في تخيف أزمته، أما العراق فهو كالفريسة، التي تحيط بها الذئاب من كل جانب.
تلك المشاريع المخطط لها، بتمويل من بعض الدول، ليست مساعدات إنسانية، مقدمة من منظمات خيرية، بل مقابل فوائد مالية كبيرة، حسب المبلغ المقترح، تصل فوائده إلى (300)مليار دولار، تكبل العراق بالديون سنين طويلة، فكيف بنا ونحن نعيش، أزمة مالية حادة؛ لإنخفاض أسعار النفط الكبيرة، إذ تعاني الدولة في توفير الرواتب، فضلا عن بقية المستلزمات الضرورية للمواطن، فالحكومة تفكر في الإقتراض، من المؤوسسات الدولية؛ لتغطية تلك النفقات.
في ذلك الوقت لم يستطع أحد، أن يجهر برفضه لذلك القانون؛ لأن فيه خسارة جماهيرية، وتسقيط إعلامي، من قبل الجهات المؤيدة له، سوى الشيخ جلال الدين حين أعلن في إحدى لقاءاته التلفزيونية، بأنه ساهم في إسقاط ذلك القانون، وأعطى مبررات مقنعه ضده لامجال لذكرها، ثم تعرض بعدها إلى إنتقاد شديد من نوري المالكي؛ لجهره بإسقاط القانون، إبان حملته الإنتخابية السابقة.
اليوم نقول شكرا، للشيخ المجاهد جلال الدين الصغير؛لإسقاطه ذلك القانون ،ومن معه في كتلته، والكتل الأخرى شيعية وسنية وكردية؛ لأنه جنب العراقيين، الوقوع في هاوية المديونية، فبعض المواقف قد لا تفهم في حينها، من قبل الجمهور المشوش، فالزمن هو من يجلي الغبار عنها، لتصبح ناصعة واضحة، كذلك بعض الرجال، لا يفهموا في زمنهم، ولكن بعد حين قد يعي الناس، حقائق أولئك الرجال.
https://telegram.me/buratha