روى الشيخ الكليني بسند معتبر عن الصادق( عليه السلام)قوله:(قبض عليّ بن الحسين"عليه السلام"وهو أبن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين، وعاش بعد الحسين خمساً وثلاثين سنة).
يقول الشيخ عباس القمّي"طاب ثراه":(يظهر من الأخبار المعتبرة التي وردت على وجه العموم أنّه"عليه السلام"مات مسموماً، ويعتقد ابن بابويه وجماعة أنّ الوليد بن عبد الملك دسّ له سمّاً، ويقول البعض: هشام بن عبد الملك.
ويمكن القول: إنّ هشام بن عبد الملك بسبب ما يكنّه من عداء وبغض، من ذلك اليوم الذي استلم فيه"عليه السلام"الحجر الأسود في طوافه في حين لم يقدر هشام على ذلك، ومديح الفرزدق الشاعر له بقصيدته المعروفة، فلهذا السبب وأسباب أخرى فقد دفعه أخوه الوليد ـ وكان خليفته وقته ـ إلى تسميمه، ولهذا يمكن نسبة قتله"عليه السلام"إلى كليهما).
يروي الشيخ الثقة الجليل عليّ بن محمّد الخزّاز في كتابه( كفاية الأثر)عن عثمان بن خالد أنّه قال:
مرض علي بن الحسين"عليه السلام"مرضه الذي توفّي فيه، فجمع أولاده محمّداً والحسن وعبدالله وزيداً والحسين، وأوصى إلى ابنه محمّد بن عليّ، وكنّاه الباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان في ما وعظه في وصيّته أن قال:
(يا بنيّ، إن العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم، واعلم أنّ العلم أبقى، واللسان أكثر هذراً؛ واعلم يابنيّ أنّ صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنه وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلاّ عن شيء قد عرفه ففطن له؛ واعلم أنّ الساعات تذهب عمرك، وأنّك لا تنال نعمة إلاّ بفراق اخرى، فإيّك والأمل الطويل، فكم من مؤمّل أملاً لايبلغه، وجامع مال لا يأكله، ومانع ما سوف يتركه، ولعلّه من باطلٍ جمعه، ومن حقّ منعه، أصابه حراماً وورّثه، احتمل إصره، وباء بوزره، وذلك هو الخسران المبين).
يروي الشيخ الكلينيّ عن الإمام الباقر"عليه السلام"أنّه قال:(لمّا حضرت عليّ بن الحسين"عليه السلام"الوفاة ضمّني إلى صدره وقال: يا بنيّ، أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وممّا ذكر أنّ أباه أوصاه به: يا بنيّ، إيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلاّ اللّه).
https://telegram.me/buratha