لقد اختار حكام البحرين الخيار الأسوأ في جلب هذه القوات الغازية ووضعوا المنطقة على فوهة بركان يمكن أن يشتعل في أية لحظة وهاهو الشيخ علي سلمان رئيس جبهة الوفاق القابع في سجون آل خليفة يصرح بأن شعب البحرين يتعرض للإبادة ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية لإيقاف إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.
ونتيجة لهذا الظلم الصارخ الذي يتعرض له الشعب البحريني أصدرت 33 دولة في مجلس حقوق الإنسان بيانا أعربت فيه عن قلقها لانتهاكات حقوق الإنسان فيها لكن هذا البيان هو مجرد إحتجاج صغير على انتهاكات كبرى تقوم بها عائلة آل خليفه. ولا تعير له أي اعتبار مادامت أمريكا والغرب لايتحركان ضد هذه الانتهاكات الخطيرة في مجلس الأمن.
إن الشعوب المضطهدة المتعرضة لقهر الطغاة بحاجة إلى من يقف معها ولو بالكلمة الحرة الجريئة وهذا أضعف الإيمان.
لقد ابتلت الأمة العربية والإسلامية بحكام يعبدون أنفسهم من دون الله الواحد الأحد وحين يسمع المرء ماتروج لهم ماكنتهم الإعلامية من حرف للحقائق وأكاذيب وأضاليل لانهاية لها عن حقوق الرجل والمرأة والطفل ورعاية الفقراء والأيتام والمستضعفين يتصور إن هذه البلدان تعيش في فردوس دائم فيه بحبوحة من العيش الرغيد لايوجد في أية بقعة من العالم ودولتهم هي دولة الحق والعدل وسيادة القانون على أكمل وجه ولكن الحقيقة المرة تكشف عن نفسها وتقول أن كل هذا الكلام عبارة عن هراء وفقاعات وأكاذيب وأن هذه الشعوب المرفهة التي يتحدثون عنها ترزح تحت نير العبودية والاستعباد والكبت والاضطهاد والفقر والحرمان والظلم يسري في كيانات هذه الدول ويأخذ بخناق البشر. وحين تنتفض هذه الشعوب بعد أن ينفذ صبرها تقمع قمعا وحشيا من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية والبلطجية والكتائب والمسميات الكثيرة الأخرى.
وقد ظهر لكل ذي بصيرة أن أمريكا التي تملأ الدنيا ضجيجا عن حرية الشعوب والدعوة إلى تحررها من نير الاستعباد هي التي تحمي هذه العروش الفاسدة . فهي تساند شعب انتفض على دكتاتور معين وتغض الطرف عن شعب آخر يعاني نفس الظلم على أيدي حاكم مستبد كما في البحرين .أمريكا هذه أقامت الدنيا ولم تقعدها عن ضرورة أطلاق الجندي الصهيوني الأسير (جلعاد شاليط) وتغض الطرف عن مايفعله حكام آل خليفه وحلفائهم آل سعود في المنطقة العربية. بهذه الإزدواجية الصارخة تدعي أمريكا كذبا إنها زعيمة العالم الحر. لذا فغنها تنادي بحرية الشعوب.
وأخاطب في مقالي المتواضع هذا كل الأحرار والشرفاء والمدافعين عن حرية وكرامة الإنسان في العالم أن يقفوا مع الشعب البحريني المظلوم الذي يدافع عن حقوقه الشرعية والذي كلما ازداد عدد شهدائه وآعتقل أحراره المدافعين عن حريته ازدادت صلابته وتوهج إصراره على انتزاع حقه المهضوم المغتصب من العتاة السفاحين الذين يريدون أن يطفئوا في روحه جذوة الكفاح من أجل الحرية لكي يستعبدوه إلى الأبد.
إن الواجب الإنساني والأخلاقي يفرض على كل إنسان حر شريف في هذا العالم أن يرفع صوته ضد آل سعود الأشرار وحلفائهم آل خليفة البغاة أعداء الحق والحرية والكرامة الإنسانية .هؤلاء الذين عتوا ومكروا وتجاوز ظلمهم كل الحدود . ولا يخيق المكر السيئ إلا بأهله.
بسم الله الرحمن الرحيم :
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ.) الأنعام -123.
https://telegram.me/buratha