عبد الله الجيزاني
بعد رحيل الرسول الكريم، انقسمت الأمة إلى فريقين، فريق يقول بأن الرسول أوصى، فريق آخر؛ أن الرسول ترك خليفته لاختيار الأمة.
دون الخوض في أدلة كل فريق، لان كل فريق يحاول التشويش أو الطعن بأدلة الآخر، سنذهب إلى النتائج التي حققها كل فريق.
على مر العصور، النتائج تدلنا إلى أحقية ادعاء أيا منهما، أتباع السلف الصالح، كما يطلقون على أنفسهم حكموا الأمة، عقود طويلة من الزمن،
تحت رايتهم حصلت الفتوحات الإسلامية، التي وصلت إلى أفريقيا وأوربا، حيث كان محط فخرهم أنهم وصلوا الأندلس، لكان ما هي ثمار ذلك؟
هم من شكل وأسس الدولة الأموية وبعدها العباسية، حتى الدولة العثمانية، ليصل الحال إلى ممالك الخليج، والحكام الذي أزالهم الربيع العربي كما يسمى اليوم، حيث كانت هذه الدول التي ذكرنا تحظى بدعم وتأييد مؤسسة أتباع السلف الصالح الدينية، تلك المؤسسة التي شرعنت قتل واستباحة حرمات وكرامة الروافض.
كانت قضية فدك تحظى بدعم هذه المؤسسة، بعدها قتل خليفة الرسول الكريم، كما يعتقد الروافض في الكوفة، ليمتد تأييد ودعم المؤسسة الدينية إلى كربلاء، التي قتل فيها آل الرسول وعلى رأسهم الإمام الحسين، السبط الذي يصفه" الحسين مني وأنا من حسين" هذا ما يجمع عليه الفريقين!
جاءت الدولة العباسية، التي يتفاخر بها اتباع مدرسة السلف الصالح لحد اليوم، لتجعل من الناس عبيد عند الحاكم، أمعنت بالقتل والإرهاب والترهيب للروافض، وكل من يعترض على حكمهم.
حتى تسليم المسجد الأقصى لليهود، واحتلال فلسطين وتهجير سكانها المسلمين، بتعاون ودعم تخطيط الحكام المسلمين، الذي يحظون بدعم وتأييد المؤسسة الدينية لأتباع السلف.
اليوم أثمرت لنا هذه المدرسة" القاعدة وداعش وأخواتهما"، لتذهب ثروات ودماء المسلمين، بقتل بعضهم البعض.
الروافض الذي كانوا هدف للحاكم، منذ رحيل الرسول الكريم، لم يتصدى للحكم منهم للحكم، سوى وصي الرسول، لتصل الأمور في زمانه، إلى انه أمر؛ أن ينثر القمح على الجبال لتأكل منه الطيور.
قام أئمة وعلماء هذا الفريق بنشر العلوم، وانشغلوا بالتوعية والتدريس، ليخلفوا مئات الألوف من المراجع العلمية، والعلماء الذي قدموا للإنسانية خدمات لا تنسى.
أعاب فريق أتباع السلف عليهم، ممارساتهم وشعائرهم، ليأتي اليوم؛ الذي تثمر هذه الشعائر، دولة نووية ومجاميع جهادية، تحدت العالم وهزمته في مواجهات عديدة.
تأتي الثمار لنرى أن اللطم والبكاء، كان طريق للحرية والكرامة والعز، حيث تمكن اللاطمين والباكين من إخضاع اعتى المتكبرين في الأرض،
تأتي النتائج، لينتج البكاء واللطم، حشد جماهيري تعداده بالملايين، تحدى القوى العظمى في العالم، وحقق ما عجزت عنه الآلة الحربية، لكل دول الاستكبار.
ظهرت النتائج، وإذا بتلك الدموع والصدور، التي كانت محط استهزاء وازدراء أتباع السلف، تهزم دولهم كما في اليمن، رغم الفارق المادي الذي لا يقارن بين الفريقين.
النتائج تجبر من ضاع بين الدس والتغيير والطعن بالأدلة، أن يقف ليعيد ترتيب أوراقه، ويتبع نتائج تلمسها على ارض الواقع، ليغادر تنظير لم يشهد له التاريخ موقف عز وإباء وكبرياء...
https://telegram.me/buratha