بسم الله الرحمن الرحيم:
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. الحج39.
الحقيقة التأريخية التي يجب أن لايغفل عنها حاكم هي إن الشعب الحي الذي يطالب بحقوقه لايمكن تُقهر إرادته بالإستبداد وزج الأحرار في السجون ، وكبت الأفواه ، والأمر بتقديس الحاكم وتوزيع المناصب في الدولة على الأولاد والأحفاد والعشيرة. ولا بالقواعد الأجنبية والمعاهدات الدفاعية التي يعقدها الحاكم مع الدول الأجنبية التي يسيل لعابها على المصالح البترولية. ولا بصفقات الأسلحة الكبيرة المكدسة في المخابئ والتي يظن الحاكم إنها ستنقذه من غضبة الشعب ،ولا بالتعتيم على هضم حقوقه من قبل الأنظمة القريبة من هذا الحاكم.ولا بجلب المرتزقة من هنا وهناك لمنحهم الجنسية وإسقاط الجنسية عن أبناء الوطن الأصلاء الذين نشأوا وترعرعوا في تراب الوطن هم وأجدادهم منذ آلاف السنين. ومهما تفنن الحاكم في أساليب القهر والإستبداد فإنه سيعجز في النهاية أمام قوة الشعب وإرادته لأن إرادة الشعب الحي مستمدة من إرادة الله، وإن طريق الإستبداد مسدود ونهايته وخيمة مهما طال الزمن.
ورغم إن شعب البحرين الأعزل المسالم شعب صغير في عدد نفوسه لكنه كبير في إيمانه بحقه في الحياة الحرة الكريمة ، قوي الشكيمة والعزيمة والإصرارعلى انتزاع حقوقه من براثن الظالمين وأعوانهم ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله هؤلاء المفسدين الطغاة الأشرار الذين اعتقدوا أن حصونهم ستحميهم من غضب المضطهدين المستضعفين الذين تعرضوا ويتعرضون لأبشع حالات القمع والظلم والقتل والأجرام برصاص وبطش واستهتار آل خليفة منذ أكثر من مائتي عام .
إن الشعب البحريني الأبي لايطالب إلا بحقه الشرعي والإنساني في الحياة الحرة الكريمة التي منحها الله لكل شعوب الأرض لذا فإنه هب بوجه عائلة آل خليفة الغارقة في ظلمها وفسادها وإجرامها واستعلائها ، هذه العائلة الملكية المفسدة في الأرض والجاثمة كالكابوس على صدور أبناء الشعب البحريني الحر الشهم الغيور المجاهد الصابر المصابرالتي أبت أن تحتكم إلى منطق الحق والعدل فركبت رأسها وتمادت في عتوها وطغيانها وجبروتها وأصرت على عنادها الطاغوتي بأن لاتقيم وزنا لحدود الله الشرعية ولا لشرائع حقوق الإنسان التي أقرتها لائحة حقوق الإنسان العالمية فأمعنت في تنكيلها وقتلها لهذا الشعب ولم يردعها دين ، ولا ضمير لأنها لاتمتلك في قاموسها ذرة من الإنسانية والخلق العربي الأصيل الذي يأبى ويرفض ويستهجن هذه الأعمال البربرية الوحشية الجبانة ضد شعب أعزل مسالم قال كفى للظلم ، كفى للجبروت ، كفى للفساد ، كفى للاستئثار بكل ملذات الحياة والوظائف الكبيرة والرتب العسكرية العالية على حساب الأكثرية الساحقة من هذا الشعب المحروم.
ولأنه رفض هذا الظلم الصارخ فإنه يتعرض اليوم لعدوان مزدوج صارخ عدوان من داخل الدار الذي تسلط عليه آل خليفة الطغاة البغاة وعدوان خارجي من آل سعود الظلاميين الطائفيين وأذنابهم وحثالاتهم من شيوخ البترول ، شيوخ الفسق والفجور والمال الحرام بعد أن قدموا هبة من هذا المال الحرام قيمتها (عشرة مليارات ) دولار لعائلة آل خليفة فوق مليارات البترول التي يوظفوها لتثبيت حكمهم لكي يقووا شوكتهم ويساعدوهم أكثر على البطش بشعبهم الأعزل أكثر فأكثر ليقهروه ويكسروا شوكته تماما معتقدين إنهم بهذا النهج الظلامي الإستبدادي سيحولوه إلى مجموعة من الأيتام في مأدبة اللئام.
لقد هب آل سعود بدباباتهم ومصفحاتهم وعرباتهم العسكرية التي حصلوا عليها من دول الاستكبار العالمي والثمن ثروات شعوبهم ودماؤها وعرقها لإنقاذ هذه العائلة الفاسدة، لقد آحتلوا البحرين وهم يحملون في صدورهم حقدهم التأريخي الدفين ليقهروا الشعب البحريني الطيب المتطلع إلى حياة أفضل.وحجتهم الواهية (القضاء على الفتنة الطائفية التي يثيرها الشيعة في البحرين بتحريض مباشر من إيران !!!) وهم يدعمون الإرهاب في اليمن وسوريا و يضربون اليمن بقنابل الحقد الوهابي الأعمى، ويرتكبون المجازر التي تقشعر منها الأبدان ويدعون إنها (عمليات تحرير) وإن الإرهابيين الأشرار الذين جلبوهم بفتاوى وعاظهم إخوان الشياطين من 80 دولة هم ( ثوار ) أما أكثرية شعب البحرين العربي الثائر فهم (شراذم تابعون لإيران ) ألا تبا لادعاءاتكم الجوفاء الخاوية ، وسحقا لأكاذيبكم الوضيعة التي ماأنزل الله بها من سلطان والتي لم تستطع أن تثبت لحظة واحدة أمام شمس الحقيقة الساطعة ونورها الوهاج.
https://telegram.me/buratha