وتأريخ المنطقة يؤكد لنا دوما وبصورة لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا دائما هي وراء صناعة العدو لتثبيت مصالحها في المنطقة من خلال الفوضى الخلاقة التي تسعى إليها ، ومن ثم هي المبادر الأول لمحاربة هذا العدو كذبا ورياء لإخفاء أهدافها ومخططاتها التي تلتقي مع الكيان الصهيوني الذي يهمه جدا إشعال المنطقة العربية بالصراعات المستمرة، و الدوائر الحاكمة في أمريكا بارعة فى خلق هذه الصراعات ولعب دور الشرطي وحامي العالم. فقد صنعت الأمس طالبان فى أفغانستان لمحاربة الدب الروسي، ومدتها بكل أسباب القوة والبقاء إلى أن ولدت منها إخطبوط من المنظمات الإرهابية الدموية، وأنتشر خطرها في كل أنحاء العالم.وبعد خراب البصرة كما يقال انقلبت عليه وأخذت تحاربه بالتقسيط وفى تحالف دولي هش مريب. وأصبح الأمر واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار إن هدف أمريكا وهدف حلفائها وعملائها في المنطقة العربية هو تدمير كل قوة تسعى للوقوف بوجه الكيان الصهيوني الساعي دوما لآبتلاع الأرض وهضم الحقوق. والهدف الرئيسي الذي تسعى إليه أمريكا ومن يسير في فلكها هو إسقاط الدولة السورية ومن ثم تطويق المقاومة اللبنانية حتى يسهل العدوان عليها من قبل إسرائيل وعملائها. وقد أظهر جليا إن هدف القصف الأمريكي على مقرات داعش هو تحجيمها فقط لكي تبقى محصورة في مناطقها في العراق وسوريا وليس القضاء عليها ليطول أمد الصراع وتستنزف الموارد وتعطل عملية التنمية في العراق وسوريا على وجه الخصوص .وقد أثبتت الأيام أن لاحل للقضية السورية سوى أن يلتقي النظام مع المعارضة الوطنية الداخلية الغير ملوثة بدولارات أمريكا وعملائها في المنطقة للإتفاق على المصلحة الوطنية وأهمها الإتفاق على إجراء إنتخابات حرة نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة ليدلي الشعب السوري برأيه في مسألة الحكم لكي يخرج هذا البلد الجريح من هذه الدوامة التي خلقتها أمريكا وعملاؤها في المنطقة العربية.
أما في العراق فلا مناص أمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد أن تكشفت الأمور لإبقاء هذا البلد تحت الوصاية الأمريكية إلى مالا نهاية سوى أن يحذو حذو الرئيس السوري ويطلب بكل جرأة وشجاعة من روسيا مساعدة طلائع الشعب العراقي من جيش وحشد شعبي الذين يخطون بدمائهم الزكية أرض العراق الطاهرة للتعجيل في القضاء على هذا التنظيم المتوحش الذي سفك وما يزال يسفك دماء الآلاف من العراقيين بعد أن ظهرعجز أمريكا ووضعها العراقيل تلو العراقيل لمحاربة داعش على الأرض العراقية. خصوصا إن كل التقارير تؤكد بأن المجموعات الداعشية بدات بترك مواقعها في سوريا والتوجه نحو الأراضي العراقية نتيجة للضربات الروسية الموجعة . وما هو الضير في أن يطلب رئيس الوزراء المساعدة من روسيا التي أبدت إستعدادها للوقوف مع الجيش العراقي والحشد الشعبي في هذه الظروف العصيبة في الوقت الذي يتكالب فيه أعداء العراق وتشن وسائل إعلامهم هجماتها الشرسة ضد الحشد الشعبي والمرجعية الدينية وتعلن عن وقوفها علنا مع داعش وأخواتها بعد أن أصبحت المعركة مع هذا التنظيم المتوحش هي معركة مصير ووجود. ولتملأ وسائل الإعلام المعادية الدنيا صخبا وضجيجا ضد المساعدة الروسية الحقيقية الخالية من الشروط التعجيزية بعد أن تمخض الجبل فولد فأرا.
https://telegram.me/buratha