وقد رأى العالم من على شاشات الفضائيات كيف بصق ذلك اللاجئ الذي نجا من الموت على آل سعود المتآمرين على وطنه. وهاهي خطط أمريكا وحلفائها تتلاشى على صخرة صمود الشعب السوري.
وباتت كل رهاناتها مفضوحة لكل ذي بصيرة وظهر جليا للعيان إن كل مايهمها ويهم عملائها في المنطقة هو إسقاط النظام السوري بأي ثمن. حيث ظلت أرتال داعش تتحرك بكل يسر وسهولة بين العراق وسوريا وتقطع مئات الكيلو مترات المربعة في أراض صحراوية منبسطة دون أن تتعرض لقصف الطائرات الأمريكية وظلت تبيع النفط السوري والعراقي لتركيا بعلم المخابرات الأمريكية. وظهر جليا بأن أمريكا تسعى لإشغال الشعوب العربية بالبعبع الداعشي لسنين طويلة قادمة لتقوية الكيان الصهيوني الذي لاعداوة له أبدا مع داعش ولا النصرة وشبيهاتهما وتعالج جرحاهم في المشافي الإسرائيلية ولا نية لهذه المنظمات الإرهابية أبدا في إطلاق طلقة واحدة باتجاهه ليكون هذا الكيان سيد المنطقة بلا منازع ويضرب في كل مكان من المنطقة العربية. ولجعل الشعب العراقي والشعب السوري ضحية لهذه العصابات الإجرامية التي تجهزها السعودية وقطر بالسلاح الثقيل والمتوسط وتسعى لتقسيم سوريا والعراق إلى إمارات طائفية بعد تحويلهما إلى بحر من الدم . وأمام هذا الإخفاق الأمريكي المستمر أمام صلابة وقوة الشعب السوري وجيشه وبعد تحرك العملاق الروسي لوضع حد لهذا التواطؤ الخياني الفاضح مع أمريكا لتدمير سوريا تدميرا تاما فقد تحرك وأجهز عليها بطلب من رئيسها بشار الأسد وقام بضربات جوية ماحقة موجعة أقضت مضاجع هذا الحلف التآمري الخبيث وجعلته يفقد صوابه ويطلق التصريحات المتشنجة ضده.
لقد أصيب حكام أمريكا وعلى رأسهم أوباما ورئيس الوزراء البريطاني كاميرون والرئيس الفرنسي أولاند وعملائهم الذين دعموا الإرهاب في سوريا بالصعقة والذهول للتحرك الروسي السريع ، وهب وعاظ السلاطين في السعودية ليثيروا الفتن الطائفية التي هي رأس مالهم الوحيد التي هي بعد ماتكون عن روح الإسلام الذي نهى عن التنابز بالألقاب وآعتبروا التحرك الروسي ضد العصابات الإرهابية بأنه (حرب ضد أهل السنة) وهم يعلمون إن معظم الجيش السوري الذي يحارب هذا الإرهاب هم من أهل السنة لكن الهدف الذي يكمن وراء هذا الصراخ والعويل على أهل السنة هو إنقاذ داعش وأخواتها من المصير المحتوم فأصدروا بيانا كتبوا في جزء منه مايلي :
(إن التحالف الغربي-الروسي مع الصفويين والنصيرية حرب حقيقية على أهل السنة وبلادهم وهويتهم، لا تستثني منهم أحداً، والمجاهدون في الشام اليوم يدافعون عن الأمة جميعها، فثقوا بهم ومدوا لهم يد العون المعنوي والمادي، العسكري والسياسي، فإنهم إن هُزِموا لا قدر الله ذلك فالدور على باقي بلاد السنة واحدة إثر أخرى. اتقوا الله ووحدوا صفوفكم واجمعوا كلمتكم واجتمعوا في جسم واحد يمثل الفصائل المقاتلة والجهات المدنية الثورية، فإن يد الله مع الجماعة، وإن الاجتماع على القائد المفضول خير من الافتراق من أجل قائد فاضل)
وهي دعوة صريحة لتوحيد كل الفصائل الإرهابية في جسد واحد لتحقيق هدفهم الرئيسي الذي هو إسقاط الدولة السورية. فداعش التي خرجت من معطف آل سعود ا وقتلت أهل السنة تدعي أيضا كآل سعود بأنها تسعى لإنقاذ أهل السنة زورا وكذبا.
لقد طار صوابهم وباتوا يجترون طائفيتهم المقيتة العفنة ويحذرون علنا من هزيمة قوى الإرهاب الداعشية في سوريا نتيجة الضربات الروسية وفقد أردوغان توازنه وهاجم روسيا وآدعى بأنها ستعاني العزلة لأن الهجوم الروسي قد أوجع حلفائه الإرهابيين وأقض مضاجعهم ووقف كالسد المنيع ضد أطماع أردوغان في الأرض السورية. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر أيضا قائلا ( إن الغارات الروسية حصلت في مناطق لا توجد فيها على الأرجح قوات لداعش، مؤكدا أن مقاربة موسكو محكومة بالفشل.)
فأمريكا هي التي صنعت داعش باعتراف هيلري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة. وليس هذا وحده فقط بل هي التي صنعت كل التنظيمات الإرهابية بالمنطقة العربية من أجل أن تطلقها على الأمة العربية وتنفذ عن طريقها كل مخططاتها الإجرامية في المنطقة العربية ، والحرب التي يعلنها الأمريكان والغربيون على تنظيم داعش هي في الواقع هي حرب لاتأثير لها على البنية التحتية لهذا التنظيم، ولو أن الغرب يريد فعلاً إبادة هذا التنظيم لقام بذلك مثلما دمر العراق وجيشه وبنيته التحتية خلال 44 يوما من القصف الجوي في حرب الخليج الثانية . وإلا كيف يصدق عاقل في هذا العالم ان هناك حرباً على هذه المجموعات وعملائهم في المنطقة يمولونها بالسلاح والأموال؟
https://telegram.me/buratha