المقالات

تمخض الجبل فولد فأرا.-1

1744 22:28:51 2015-10-10

منذ عام ونيف أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما عن تشكيل تحالف ضخم مكون من 62 دولة لمحاربة الوباء الذي آجتاح مناطق شاسعة من سوريا ثم غزا العراق وآحتل مايقدر من ثلث مساحته بالتعاون مع الذين خانوا تربة العراق ، وعاث هذا الوباء في الأرض فسادا ، وهجر الملايين من ديارهم في فترة قياسية أذهلت معظم المراقبين العسكريين. ولولا الدعم الذي تلقته هذه العصابات الإجرامية المتوحشة المسماة داعش لما آستطاعت أن تحتل هذه المساحات الشاسعة من سوريا والعراق وتهدد بآحتلال أرض أخرى خارج هذين البلدين.

ولن يخفى عن قادة أمريكا ومراكز مخابراتهم المتقدمة إن من أنضم إلى هذا التحالف شكلا ولذر الرماد في العيون هو الذي يمول الإرهاب بالمال والسلاح ، ويفتح له الممرات الآمنة لدخول سوريا ومن ثم العراق ويعلن على الملأ بإنه ضد الإرهاب وعلى رأسه الثالوث السعودي القطري التركي رغم إن الأخير ظل يماطل في بادئ الأمر في الإنضمام إلى هذا التحالف الهش، ويسعى إلى تحقيق شروطه الثلاثة المعروفة التي سماها (المنطقة الآمنة وتسليح المعارضة والحظر الجوي) لتنفيذ أطماعه في الأراضي السورية وحين أعلنت أمريكا تحالفها العتيد وأطلقت طائراتها وطائرات المتحالفين معها لقصف مقرات داعش تنفست شعوب العالم الصعداء، وآعتقد الخبراء العسكريون بأن هذا التحالف الواسع الذي تقوده أمريكا بكل ماتمتلكه من تكنولوجيا عسكرية ومخابراتية متقدمة جعلتها تحتل الصدارة الأولى في العالم سيزلزل الأرض تحت أقدام الدواعش، وسيقصم ظهرهذا الأخطبوط الذي أخذ ينتشر في العالم كإنتشار النار في الهشيم حتى وإن لم يقض عليه تماما فإنه سيقلع مخالبه لو صدقت نيته.

وبمرور الأيام والأشهر إنطلقت التصريحات المتفائلة والمتناقضة أحيانا من قادة البنتاغون الأمريكي ومن أقطاب هذا التحالف بأن الإخطبوط الداعشي سيتم القضاء عليه بمرور الزمن. وبقيت الفترة التي سيتم القضاء فيها عليه في إطار التكهنات المفتوحة على مصراعيها فمنهم من قدر فترة القضاء عليه بثلاث سنوات ومنهم من قدره بخمس ومنهم من أوصل هذا التأريخ إلى عشر من السنين وأكثر من ذلك. وانتظر المراقبون والملايين الذين نكبوا مدى تأثير الضربات الجوية لهذا التحالف على أحر من الجمر بعد أن شن آلاف الغارات الجوية . وخلال هذه الفترة دربت أمريكا (معارضتها المعتدلة) وحسب إدعائها وآدعاء من يسير في فلكها من أباطرة البترول الممولين للإرهاب بأن هذه (المعارضة المعتدلة ) ستنضم إلى مايسمى بـ (الجيش الحر) لمحاربة داعش وتأليف حكومة وطنية في سوريا بدون الأسد. ونسجت حول هذه (المعارضة المعتدلة والجيش الحر) التي لاوجود لها على الساحة القتالية صفات الثوار الذين يسعون إلى إقامة حكم (ديمقراطي رشيد) في هذا القطر الذي عانى ماعانى من إرهاب هذه المنظمات الفاشية التي لاتعرف في قواميسها أي معنى للديمقراطية بعد أن دحضت الوقائع على الأرض كل تخرصات المنتمين إليها، والأبواق التي تؤيدها وتتستر على جرائمها وتدعي إنها إذا آستلمت الحكم ستحترم كل الأقليات داخل المجتمع السوري وهي حزمة من الأكاذيب والأوهام التي نسجتها وروجت لها أنظمة البترول الطائفية ووسائل دعايتها للتستر على هذا الإرهاب الطائفي الأعمى المتعطش للإنتقام والدمار. وظهر بعد ذلك إن هذه ( المعارضة المعتدلة ) لم تكن إلا مجموعة من المرتزقة المجرمين من ذوي السوابق في جرائمهم ضد الشعب السوري قد تم تجميعهم من قبل هذه الأنظمة بالتعاون مع بعض المتسكعين على موائد آل سعود وآل ثاني وأوردغان والذين يتنقلون في الفنادق الفاخرة في لندن وباريس والرياض بعد أن أطلقوا على أنفسهم إسم (الإئتلاف السوري المعارض) وباعوا أنفسهم لأمريكا والغرب بثمن بخس .

وظهر أخيرا إن (معارضتهم المعتدلة ) التي دربتها أمريكا في عمان وإستانبول والرياض لم يتأخر أفرادها عن تسليم أسلحتهم إلى شركائهم في جبهة النصره حال دخولهم الأراضي السورية. لأن كل هذه المنظمات الإرهابية يتطابق فكرها وأيدلوجيتها مع بعضها وتختلف في المسميات فقط . فجبهة النصرة وأحرار الشام ولواء الإسلام وجيش الفتح إلى آخر القائمة الدموية هي داعشية تكفيرية حتى العظم رغم ماحدث بينها من صراع على مناطق النفوذ ليس إلا.وإن آل سعود الذين أعدوا هؤلاء لتأسيس مايسمى بـ(الحكم الديمقراطي) في سوريا ويقتلون الشعب اليمني بأحدث قنابلهم وطائراتهم آخر من يحق لهم الحديث عن نشر الديمقراطية في هذا الوطن العربي أو ذاك.

فالشعوب هي التي تقرر مصيرها فقط وليس آل سعود وآل ثاني ومن لف لفهم. ولو كان آل سعود لديهم ذرة من الحرص على الشعب السوري لاستقبلوا عددا من هذا الكم الهائل من السوريين الذين خاطروا بأنفسهم في اجتياز البحار وغرق الكثير منهم بعد حول الإرهاب وطنهم إلى جحيم لايطاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك