بدأت طلائع الشتاء في خريف موحش لأهلنا النازحين في كردستان ، ولم تزل تعلق في ذاكرتهم مآسي الشتاء الماضي وويلاتهم مع البرد والثلج والأمراض وشح الدفء والكرامة والأمل .
هذا الشتاء الثاني في المحنة كما يبدو ، لأكثر من مليوني نازح اثقلوا كاهل كردستان ، لكن محبة الكرد ومشاعرهم الأخوية والإنسانية ، كانت في غاية المرونة على التشارك بهذا اللواقع المر ّ المترشح عن غزو " داعش " وجرائمها .
في العام الماضي انعطفت أزمة النازحين والمهجرين نحو منعطف السياسة والإبتزاز السياسي، وتوالت الانتقادات والضرب الإعلامي والتشكيك بالفساد نحو نائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلك ، لتنتهي تقارير اللجنة التحقيقية وديوان الرقابة المالية والنزاهة لتبرئة الدكتور المطلك وهو مازال يؤكد على دوره الفاعل باسعاف ( 480) الف نازح واطعامهم واسكانهم واعطائهم الأموال المخصصة لهم بما تسمح به الميزانية الشحيحة المخصصة لهم .
السياسيون والإعلام والجميع منشغل الآن بموضوع ( الدب الروسي ) ، الضيف الذي جاء دون موعد مسبق ليدخل على خط الخراب العراقي ويزيد الأزمة تعقديا اضافيا َ ،بل يجعل العراق يفقد الخيط والعصفور ويضع نفسه بين كماشتين لم يكن للشعب او للقوى السياسية والبرلمان رأي فيها ، ويستفيق المواطن على انباء تحكي عن اتفاقات سياسية واستخبارية يبرمها العراق مع حلف يضم روسيا وايران وسوريا وربما حزب الله ايضا ...!
بمعنى آخر ان العراق اليوم اصبح يضع قدما ً على السكة الأمريكية وأخرى على السكة الروسية ، دون رسم استراتيجي عراقي ، أو اهداف محددة وبيانات صريحة توضح ماذا يحدث ، ولماذا ؟
وسط هذا الخضم من الفوضى والإفلاس السياسي والمالي ، من سيتذكر نحو مليوني نازح مهدد بالجوع والفاقة والموت في شتاء قارس يقف على بعد ايام منهم ...!
محنة النازحين والمهجرين ستكون أشد إيلاما ً في الشتاء الثاني وسيعصف بهم الجوع بعد ان توقفت الحكومةعن تزويدهم بأقل مما يحتاجون اليه ، وبعد ان اغلقت بوجههم طرق الهروب واللجوء والإنساني ، وأهملت قضيتهم من قبل المجتمع العربي والإسلامي والعالم أجمع ..؟
النازحون يكتبون لنا رسائل يومية تطالب بإنقاذهم مما هم فيه من أمراض وحرمان وفقر صار يواجه غالبيتم بالإذلال ..! ولاندري الى اين نوجه رسائلهم ..؟ ومن يقرأها .؟
مرت سنة ونصف تقريبا ونحن نناشد الحكومة والمجتمع الإنساني ان يتدخل لأنقاذ أهلنا النازحين ، وكنت على أمل ان يتبنى السيد ابراهيم الجعفري شرح اوضاعهم امام الرأي العام العالمي ، بدلا ًعن التصحر وانقاذ الكوكب ...؟؟
أو ان تكون أحدى الملفات التي يتداولها رئيس الوزراء حيدر العبادي في خطابه، بلغة مؤثرة تجعل العالم والحاضرين يقفون على قدم واحده لإنقاذ نحو مليوني نازح عراقي مهددين بالهلاك ...؟
إذا كنا لانجيد معالجة قضايانا وأزماتنا ، فهل فشلنا في تصويرها والحديث عنها للعالم ..؟
https://telegram.me/buratha