المقالات

العراق بين محورين

1708 18:29:31 2015-09-30

هنا ثمة أسئلة تطرح نفسها؟ هل سيدخل العراق في سياسة المحاور؟ ويصطف إلى طرف دون آخر؟
أم نقف على الحياد، كما هو معلن رسميا؟ أم ندخل رجلا في هذا المحور والرجل الآخرى في ذاك؟ 

مضت أشهر عديدة على التحالف الجوي، الذي تقوده أمريكا، ضم ستين دولة ( لمحاربة داعش) وليس القضاء عليه، فقد أثبتت الوقائع والأحداث، أن التحالف لم يحقق مكاسب، على أرض الواقع، بل لم يساهم في تحرير، أي مدينة أو قرية أو قطع التمويل والإمداد، فالهدف لديهم هو تحجيم داعش؛ لأسباب سياسية، إذن كيف نتعامل مع هذا المحور المؤثر، في مجرى الأحداث، أعتقد أن التعامل السياسي المحترف، هو التعاطي معهم دون الرضوخ، على حساب المصلحة الوطنية ودون معاداتهم، لأننا لا نملك تلك الأوراق.

شهدت الأيام المنصرمة تطورات مهمة، فيما يخص الدور الروسي، في منطقتنا الساخنة، إذ دخلت بقوتها العسكرية، في سوريا وبنت قواعد عسكرية، وأرسلت أسلحة ثقيلة، وطائرات ومستشارين ومقاتلين روس، وسط صمت خليجي ودهشة أمريكية، عكسها الجنرال الأمريكي السابق بترايوس، حين صرح بأن وضع الصين المالي، لا يشكل خطرا على الإقتصاد الأمريكي، وإن الخطر الحقيقي، الذي تواجهه أمريكا، هو التدخل العسكري الروسي في سوريا.

لم تكتف روسيا بالدعم السوري العسكري، بل أعلن عن إنشاء، مركز لتبادل المعلومات الإستخبارية، في بغداد بين الدول الأربع، العراق وسوريا وروسيا وإيران، هذا الموقف الروسي الجدي والجديد، في محاربة داعش والقضاء عليه، في سوريا والعراق، بصرف النظر عن الموقف الأمريكي، يعد تطورا مهما ونافعا للعراق؛ لما تملكه روسيا، من إمكانيات عسكرية وإستخبارية كبيرة، بعد إنخراطها في الحرب السورية، وروسيا ليس لها حساسية، من قبل الأطراف الشيعية، المنخرطة في الحشد الشعبي؛ لانها لا تملك سجلا إستعماريا في المنطقة، وللعلاقة الوثيقة التي تربطها بإيران.

يمثل المحور الروسي الإيراني السوري، عامل توازن للقوى في المنطقة، التي إستفردت بها أمريكا، وفشلت في تحقيق أهدافها، فإيران وقفت مع العراق، بكل ثقلها ومنعت من إنزلاق الأوضاع، إلى أسوأ مما كانت عليه، مع الفتوة المقدسة للمرجعية العليا، أما نحن العراقيون،علينا أن ننسق مع هذا المحور الفاعل، الذي بدأ يتبلور وتتضح ملامحه بشكل جدي، مع أحتفاظنا بالعلاقات التي تربطنا، بقوى التحالف الدولي، وإن كانت لدينا ملا حظات عليهم؛ لأن الهدف واحد كما هو معلن محاربة داعش.

علينا أن نستثمر المتغيرات، في المواقف الإقليمية والدولية، ونذهب مع من يحقق مصالحنا أيا كان، في القضاء على التحالف الإرهابي العالمي المتمثل بداعش، وتطهير الأرض العراقية من دنسهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك