هنا ثمة أسئلة تطرح نفسها؟ هل سيدخل العراق في سياسة المحاور؟ ويصطف إلى طرف دون آخر؟
أم نقف على الحياد، كما هو معلن رسميا؟ أم ندخل رجلا في هذا المحور والرجل الآخرى في ذاك؟
مضت أشهر عديدة على التحالف الجوي، الذي تقوده أمريكا، ضم ستين دولة ( لمحاربة داعش) وليس القضاء عليه، فقد أثبتت الوقائع والأحداث، أن التحالف لم يحقق مكاسب، على أرض الواقع، بل لم يساهم في تحرير، أي مدينة أو قرية أو قطع التمويل والإمداد، فالهدف لديهم هو تحجيم داعش؛ لأسباب سياسية، إذن كيف نتعامل مع هذا المحور المؤثر، في مجرى الأحداث، أعتقد أن التعامل السياسي المحترف، هو التعاطي معهم دون الرضوخ، على حساب المصلحة الوطنية ودون معاداتهم، لأننا لا نملك تلك الأوراق.
شهدت الأيام المنصرمة تطورات مهمة، فيما يخص الدور الروسي، في منطقتنا الساخنة، إذ دخلت بقوتها العسكرية، في سوريا وبنت قواعد عسكرية، وأرسلت أسلحة ثقيلة، وطائرات ومستشارين ومقاتلين روس، وسط صمت خليجي ودهشة أمريكية، عكسها الجنرال الأمريكي السابق بترايوس، حين صرح بأن وضع الصين المالي، لا يشكل خطرا على الإقتصاد الأمريكي، وإن الخطر الحقيقي، الذي تواجهه أمريكا، هو التدخل العسكري الروسي في سوريا.
لم تكتف روسيا بالدعم السوري العسكري، بل أعلن عن إنشاء، مركز لتبادل المعلومات الإستخبارية، في بغداد بين الدول الأربع، العراق وسوريا وروسيا وإيران، هذا الموقف الروسي الجدي والجديد، في محاربة داعش والقضاء عليه، في سوريا والعراق، بصرف النظر عن الموقف الأمريكي، يعد تطورا مهما ونافعا للعراق؛ لما تملكه روسيا، من إمكانيات عسكرية وإستخبارية كبيرة، بعد إنخراطها في الحرب السورية، وروسيا ليس لها حساسية، من قبل الأطراف الشيعية، المنخرطة في الحشد الشعبي؛ لانها لا تملك سجلا إستعماريا في المنطقة، وللعلاقة الوثيقة التي تربطها بإيران.
يمثل المحور الروسي الإيراني السوري، عامل توازن للقوى في المنطقة، التي إستفردت بها أمريكا، وفشلت في تحقيق أهدافها، فإيران وقفت مع العراق، بكل ثقلها ومنعت من إنزلاق الأوضاع، إلى أسوأ مما كانت عليه، مع الفتوة المقدسة للمرجعية العليا، أما نحن العراقيون،علينا أن ننسق مع هذا المحور الفاعل، الذي بدأ يتبلور وتتضح ملامحه بشكل جدي، مع أحتفاظنا بالعلاقات التي تربطنا، بقوى التحالف الدولي، وإن كانت لدينا ملا حظات عليهم؛ لأن الهدف واحد كما هو معلن محاربة داعش.
علينا أن نستثمر المتغيرات، في المواقف الإقليمية والدولية، ونذهب مع من يحقق مصالحنا أيا كان، في القضاء على التحالف الإرهابي العالمي المتمثل بداعش، وتطهير الأرض العراقية من دنسهم.
https://telegram.me/buratha