بسم الله الرحمن الرحيم :
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ.- الإسراء1
المسجد الأقصى قبلة الأنبياء ونهاية المسرى، ومنطلق المعراج يمر اليوم بأخطر مرحله التأريخية ، إنه يتعرض لمؤامرة صهيونية خبيثة لتقسيمه ومن ثم إبتلاعه وإنشاء مايسمى هيكل سليمان عليه في مرحلة أخرى من خلال هجمات المستوطنين التي تشرف عليها وتشجعها حكومة نتنياهو العنصرية والجيش الصهيوني المتغطرس والمستخف بكل قوانين الأرض والسماء .
إن الكارثة التي ستحل بالمسجد الأقصى باتت واضحة تماما والأنظمة العربية تتفرج وكأن الأمر لايعنيها.ولاجدوى من البكاء على الأطلال،وذرف دموع التماسيح التي تعودت عليها هذه الأنظمة الفاسدة المتهرئة المتخاذلة طوال مدة حكم أصنامها لذر الرماد في العيون وتخدير العقول خدمة لأسيادها في ماوراء البحار. والمواطن العربي يرى بأم عينيه كيف أستأسد حكامها وهبوا عن بكرة أبيهم للإجهاز على شعب اليمن الفقير،بعد أن خرجت طائراتهم من أوكارها المظلمة ، وأسلحتهم الفتاكة من مخازنهم وهي تصب حممها على المدن اليمنية المنكوبة أصلا لكي ترفع هذه المدن الراية البيضاء لآل سعود وذيولهم لأن شعب اليمن قال لا للظلم والتبعية والإستبداد. ومنذ سبعة أشهر وهذه الأنظمة الباغية الظالمة تحلم برفع رايات نصرها (التأريخي المؤزر)على أفقر شعب عربي، وبعد أن أصبح تدمير صنعاء ودمشق وبغداد وما رافقها من بحور الألم وتشريد الملايين من أوطانهم ليغرق المئات منهم في البحر وحرمان الملايين من الأطفال من تلقي التعليم كل ذلك تم بمليارات البترول.أما المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فقد تركوه ليلاقي مصيره على أيدي جيش الصهاينة لينفذ كل وسائل البطش بحقه للإستيلاء عليه. بعد أن أصبحوا كالأرانب أمام غطرسته وعنجهيته ورحم الله الرصافي الذي قال:
عبيد للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم أسود.
وبات الصهاينة مطمئنين كل الاطمئنان لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية بعد أن فقد معظم الحكام العرب وأولهم ملوك وأمراء البترول آخر قطرة من الحياء والشرف والكرامة، وغرقوا في مستنقع الإثم والخيانة والجبن والتخاذل من أخمص أقدامهم إلى قمة رؤوسهم ، وتحولوا إلى هياكل لايخرج منها إلا النكد والخبث في المنطقة العربية ونعاج يقودها ثور الذهب في البيت الأبيض لتأسيس شرق أوسط جديد على مقاس الصهاينة ليكونوا أسياد هذه الأمة التي أوصلها حكام العهر والجبن والفساد إلى أسفل الحضيض. ورحم الله المتنبي الذي قال: من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلامُ .
وكأن لسان حال هؤلاء الحكام يقول للصهاينة إفعلوا ماتشاؤون فنحن لنا أولوياتنا وكل يعمل على شاكلته، ويقول للشباب الذين لايملكون إلا حجارتهم للوقوف بوجه المؤامرة الصهيونية الغادرة إذهبوا وقاتلوا ونحن هاهنا قاعدون ومعركتنا مع صنعاء ودمشق أهم من معركتكم لأنها معركتنا التأريخية الكبرى التي تقرر مصير الأمة العربية التي نحن قادتها.وأنتم أجدر بالدفاع عن المسجد الأقصى ولا شيئ نملكه غير الدعاء لكم وتأييدكم في إعلامنا الذي يعج بالنفاق والأكاذيب والتخاذل.1
لقد أصبحت خيانة المقدسات أمرا طبيعيا في قواميس آل سعود وأتباعهم وباتت مكشوفة حتى لعميان البصر والبصيرة في هذا الزمن الرديئ. إنهم يخفون وجوههم القبيحة الكالحة خلف شعارات العروبة والإسلام التي كشف الزمن زيفها وتهافتها. فهم لا يتورعون عن القيام بخمسين غارة على مدينة عربية يعاني أهلها البؤس والشقاء في يوم واحد مثل مأرب ليتم شريدهم في الفيافي والقفار، والقضاء على كل أمل لهم في الحياة. ويفتخرون بذلك في وسائل إعلامهم الوضيعة على رؤوس الأشهاد ويدعون إن النصر على شعب اليمن بات على قاب قوسين أو أدنى منهم ، وإن لهم معارك أخرى في المستقبل داخل الوطن العربي والإسلامي ، ويملأون الدنيا صخبا وضلالا بإنهم حماة الإسلام والعروبة وهم بعيدون كل البعد عن أية غيرة أو حمية أو نخوة عربية بما يقومون به من جرائم نكراء بحق الإسلام والعروبة.
لقد قال رسول الله ص عن بيت المقدس:
( أن الجنة تحن شوقا ألى بيت المقدس وبيت المقدس من جنة الفردوس وهو سرة الأرض ) أخرجه بن منده كما جاء في فضائل القدس لأبن الجوزي . وقال عنه ص:
( لاتزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لايضرهم من خالفهم ولا ماأصابهم من البلاء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ) قالوا يارسول الله وأين هم ؟ قال ص في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) أخرجه أحمد. بن حنبل في مسنده.
https://telegram.me/buratha