الهجرة إلى حيث السعادة
إلى النعيم . . . حيث السعادة والهناء . . . إلى الرخاء والإستقرار . . . إلى الأمان والخدمات
ذلك الحلم الجميل . . . يخطف القلوب , فتخرس العقول
هل السعادة هناك . . . ألمانيا ؟ أميريكا ؟ هولندا ؟ النرويج ؟ السويد؟
رأيناهم صورهم تقول أن الطريق صعب متعب يتعرضون فيه لأهوال كثيرة .
غرق بمراكب غير صالحة
يتعرضون للضرب والإهانة على حدود بعض الدول
المهربون يحتالون ويسرقون الأموال
قد يتعرضون للحبس والسجن
هل يستحق الأمر كل ذلك ؟؟
هل هناك الدنيا تختلف ؟ لا تعب ؟. . . لا مرض ؟ . . .لا موت ؟
يصوّرون لنا الحياة هناك وكأنها الجنة . . . فهل هي الجنة ؟ وهل ضحّوا تضحيات كهذه من أجل الجنة ؟
في بلده . . . لا يعمل فلاحا . . . ولا يعمل حارسا . . . ولا حمّالا . . . ولا خادما في مطعم . . .ولا بائعا في أسواق فهي لا تليق به وهو أعلى منها شأنا يشعر بالذل والمهانة عندما يعمل
لكنه يعملها كلها . . . بل وهو مستعد لكي يعمل في إخراج الكلاب بنزهة فيكون خادما لها هناك في أرض السعادة !!
عجيب . . . ولا يشعر بالذل ولا المهانة
لماذا ؟ . . . لا أدري . . .
لديه نزعة كره تجاه الوطن ؟ وما ذنب الوطن ؟ ليس الذنب ذنب الوطن الذنب ذنب الذي دمّر الوطن والذي يحول دون إعمار الوطن ودون أمان الوطن
العدو الذي يقتلنا في وطننا لنهاجر فنقدم له الخدمات الجليلة في وطنه فنعيش عنده عيش السجناء في أرض الغربة ونأخذ معنا نساءنا وأطفالنا لنفرض عليهم السجن وليغرقوا بالولاء لعدونا منذ طفولتهم ليتطبعوا فلا يشعرون بالذل والمهانة عندما يكبروا . . . هنيئا لعدونا ماذا يريد منا بعد ؟
تلك هي السعادة المرّة التي نلهث نحوها !!
فلنفقد شيئا من ديننا وقليلا من كرامتنا وجزءا من أخلاقنا , تراثنا , قيمنا , بعضا من أهلنا , أصدقائنا , جيراننا لنورط أبناءنا من أجل أن نغرق في بحر من الديون الربوية المتزايدة لنعيش نعمل خدما لعدونا لنسدد ما بذمتنا هل هذه هي الحياة الرغيدة الهانئة ؟
حقيقة يغفلها الجميع وهي أن الدنيا في كل شبر منها تعب لا راحة معها فليست دار راحة أو سعادة
فالكل يمرض والكل معرّض للحوادث والكل سيموت في النهاية
وليس المهم أنه كيف عاش وكيف إنقضت عليه الحياة بتعب أم برخاء بعناء أم هناء وإنما المهم ماذا قدم فيها لحياته الحقيقية وكيف سيحاسب على ما مر عليه
المهم ان يموت حافظا لدينه وخلقه ومبادئه الرفيعة صائنا لأسرته مهيئا ومؤسسا لهم ما يحفظ ذلك لهم لا أن يقدمهم لقمة سائغة على طبق من ذهب لتنهشهم أخلاق أعدائهم
متى كانت تلك الدول التي نهاجر لها حليفة ناصحة لنا ومتى قدمت لنا المساعدة ومنذ متى كانت حريصة علينا ؟ هي حريصة على مصالحها التي تحققها من خلال إستعباد أبنائنا ليس إلّا , تلك هي جنة الشيطان التي نحلم بها .
قبل قليل قرأت عن ذلك الشيخ وهو يشكو حاله بعد ان هاجر . . . فقد زوجته وولديه . . . لم يموتوا . . . وياليتهم ماتوا
الزوجة إتخذت طريق الرذيلة والأولاد أصبحوا مثليين . . هذه هي السعادة التعيسة التي يخدعونا بها
ومن هاجر إلى هناك وتورط لا يعترف بذلك فنفسه تأبى الفشل ولا ينصح غيره فالغريق هناك يغرق غيره وهكذا فكلنا مدعوون لأن ندفع ما يمكننا من الأموال والأنفس للهجرة إلى
جنة الجحيم . . .إلى سعادة التعاسة . . .إلى هناء العناء . . .
محمد مكي آل عيسى
https://telegram.me/buratha