القرار 307، الصادر من مجلس الوزراء، والذي قُرأ داخل قبة البرلمان في 11/8/2015، والمسمى( بحزمة الأصلاحات الأولى)، هو قرار الشعب، بتغيير الأوضاع السيئة نحو الأفضل، بمباركة وتأييد الجماهير، من قبل المرجعية الدينية.
سئمت الناس من السياسيين، مدة 12 عاما، تلك الوجوه البائسة الفاشلة، التي لم تجلب خير لهم، سوى الفقر، والحرمان، والبطالة، والخوف، والتعاسة، بالمقابل كانوا السياسيون، يعيشون الرخاء، والسعادة، والترف، ويتمتعون بخيرات العراق، لهم ولأبنائهم( وما مُتع غني إلاّ على حساب فقير)، مل الشعب من هذا الروتين، الذي قضى على جميع أنواع الحياة، حتى ملئت النفوس بغضب نرجسي، فثاروا ثورتهم السلمية، ضد المنحرفين والفاسدين.
إنّ التغيير والتجديد، صفة من صفات الكون برمته، وليس للأنسان وحده، فقد قال الأمام علي عليه السلام: ( الليل والنهار يبليان كل جديد)، وفي الحديث: (لا مصيبة كأستهانتك بذنبك، ورضاك بالحالة التي انت عليها).
المطلوب من رئيس الوزراء( حيدر العبادي)، أن يسحق على الماضي البغيض ويتقدم للأمام ـ فالطعام البائد غالبا ما يكون فاسد ـ لبناء عراق حر متجانس مزدهر، يعيش فيه أبناءه بأمان وخير ورفاهية.
لكن يتطلب منه أمور يلزم القيام بها: أولا ـ تغيير الواقع السيئ بتغيير الأفكار، وبعمل جاد لا يولج فيه الإحباط واليأس.
ثانيا ـ رسم برنامج ومخطط عملي واضح وصحيح، لكي يتحقق الهدف المرجو منه،( فأن من فشل في التخطيط، فقد خطط للفشل)، وعن الامام علي عليه السلام: ( التدبير قبل العمل يؤمنك الندم).
ثالثا ـ الرغبة والهمة العالية في التغيير، فأنهما الأساس( فمن تعلقت همته بالثريا نالها)، وعن الأمام علي عليه السلام: ( قدر الرجل على قدر همتهّ)، فمن يعيش لبلده، كانت همته أكبر من يعيش لأسرته.
يحكى إن أبا مسلم الخراساني ـ الذي أسقط دولة بني أمية، وأسس لدولة بني العباس ـ كانت له همة عالية للفتوحات، فقد حكي أنه عندما كان صغيرا، كان يتقلب في فراشه، فسألته امه عن حاله، فقال: همة تنطح الجبال.
رابعا ـ القرار القاطع، فلا ينفع التغيير بدونه، فالقرار الذي جعل( جماله البيضاني)، تصمم على جمعية التحدي، وعَوْل بفضل الباري سبحانه وتعالى، أكثر من ألف ومائتي معاقة، على الرغم من أنها هي مصابة بشلل نصفي!
لابد من أن يصاحب هذا القرار، تضحية وعزم على التغيير، ويرافقه تطبيق عملي، فعن النبي ـ عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ـ :( العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه، أتعب صاحبه في جمعه ولم يصل الى نفعه).
خامسا ـ ضعف الإرادة، والخوف السلبي من التغيير، مثل: (التردد ـ القلق ـ عدم الثقة بالنفس)، يعرقلا ويجمدا حركة التغيير، وللتغلب على هذا الضعف والخوف، لابد من الإرادة، والتصميم، والأقتحام، فعن الأمام علي عليه السلام: ( إذا هبت أمرا فقع فيه).
هذه خمسة نصائح مهمة من نصائح كثيرة، لبعض المختصين في المجال النفسي والأخلاقي والأجتماعي، في كيفية تغيير الواقع السيئ الى الأحسن.
عسى ان تنتفع بها الحكومة وتعمل بما فيها، فعلى السيد العبادي إن أراد التغيير فعلا، أن يقوم بتطبيق هذه النصائح على قرارته، ويتوكل على الل عز وجل، ويحاسب كل فاسد ومنحرف، أي كان وفي أي موقع كان، كما قالت: (المرجعية)، وسنكون نحن( الشعب) عليه من الشاهدين..! ّ
https://telegram.me/buratha