المقالات

بحاجة إلى ثورة قضائية لمحاكمة المفسدين

1301 04:15:37 2015-08-14

بعد أن طغى الفساد على كل شيئ ،بما كسبت أيدي المسؤولين ،نفذ صبر الشعب فقد تحمل، عقدا من الفساد والحرمان، وهو يرى السراق يعيشون، في بحبوحة من الأمن، فلا من قضاء يحاسب، أو برلمان يراقب، أو رئيس وزراء يضرب من حديد ويعاقب.

إن مشكلة القضاء العراقي مزمنة ومتراكمة، بعد أن كفل الدستور إستقلاليته، كما في الأنظمة الديمقراطية؛ لكنه بقي ملتصقا بالسلطة ومتأثرا بنفوذها، ويتكأ على القوانين والشخوص، التي وضعها (بريمر) وبقيت مقدسة دون مساس أو تغيير إلى اليوم.

لا يوجد في الدستور شيئ، إسمه مجلس القضاء الأعلى، ولم يبين من يرأسه ومن هم أعضائه، وترك ذلك إلى القانون، كذلك المحكمة الإتحادية العليا، أضحت ملغية بموجب الدستور، الذي ألغى قانون إدارة الدولة، التي تستند عليه تلك المحكمة، وهي بحاجة إلى قانون ينظم عملها، رغم أن قانونها جاهزا، لكنه بقي معطلا في مجلس النواب، ولدورات سابقة من بعض الجهات، السياسية الحاكمة والمتنفذة، المستفيدة من الفوضى القضائية وإنحايازها.

كثيرة هي الشواهد على إنحياز القضاء، للسلطة التنفيذية المتمثلة برئيس الوزراء السابق، خصوصا في المواسم الإنتخابية، حيث كان القضاء، طرفا مؤثرا في التصفيات السياسية، منها ماجرى مع بعض النواب، الذين إنتقدوا سياسة رئيس الوزراء السابق، وحمايته للمفسدين وتهريب بعضهم، كوزير التجارة فلاح السوداني، فابعد النائب المستقل صباح الساعدي، ولفقوا له تهما كيديبة، وجواد الشهيلي ومها الدوري، ورئيس البرلمان الحالي، أبتز بملفات قضائية، للقبول بالولاية الثالثة للمالكي، ومسرحية مشعان الجبوري وغيرها، كذلك تفسيرات المحكمة الإتحادية، المنسجمة مع الحكومة والمثيرة للجدل.

لم نر القضاء أو الإدعاء العام، حاكم حوتا كبيرا فاسدا، وألقى به في السجن، بل كان العكس، إذ يأتي الفاسدون المتهمون فيدخلوا مع حماياتهم، إلى المحاكم، فيشربوا الشاي، ثم يأخذوا صك برائتهم المزيف! إن الإصلاح الكبير والمفاجئ، في السلطة التنفيذية والتشريعية، وإقرارها من قبل البرلمان سيبقى ناقصا، إن لم يتبعه إصلاح في السلطة التشريعية؛ ولكن من يملك سلطة إصلاح القضاء؟

نحن لا ننتظر من الفاسدين إصلاح أنفسهم، فهو محال وإنما التعويل، على ضغط الشعب وتوجيهات المرجعية، في هذا الجانب المهم، حينئذ سيكون التغيير وإلاصلاح شاملا وممكنا.

إن القضاء الذي حاكم، طاغية العصر (صدام) محاكمة عادلة، لقادر على محاكمة من هم دونه، من الذين عبثوا بأموال العراق، وتسببوا بقتل آلآف العراقيين، وتهجير الملايين وضياع ثلث العراق إن صلحت بعض الأمور(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك