(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
المفسدون كالمنافقين يتسترون بالدين والمبادئ، ويرفعون شعار محاربة الفساد، والإصلاح وإقامة دولة القانون، والحزم والبناء والإعمار مصطلحات رنانة ؛لكنها جوفاء تخلوا من أي مضمون.
كثير ممن غرته تلك الشعارات، وبريق السلطة والنفوذ، فكان رهان الفاسد على تلك الفئة المخدوعة، في تثبيت أركان حكمه ومملكته الفاسدة، ودعمهم له إنتخابيا وإعلاميا، عدا المرتزقة الذين، باعوا ضمائرهم ودينهم بحفنة دراهم؛ ليمجدوا الظلم ويزوروا الحقائق؛ ليصبح المظلوم ظالما والظالم مظلوم بشتى الوسائل.
فالصراع بين الحق والباطل والصلاح والفساد، صراع أزلي في كل زمان ومكان، هناك فريقان متخاصمان، فقد حملت المرجعية ومن معها من بعض الكتل السياسية لواء الإصلاح، بما تمتلك من سلطة معنوية ورمزية في نفوس الناس
كانت منابر الجمعة في كربلاء، تعطي النصح والإرشاد إلى الحكومة، وحين يأسوا من الإستجابة، إنطلقت دعوى التغيير قبل الإنتخابات المنصرمة، وكانت واضحة المقاصد، بل كانت الدعوى أكثر وضوحا، في تغيير الوجوه التي، لم تجلب الخير للبلاد، وعدم التشبث بالسلطة، مع ذلك تشابه البقر على الناس، كما تشابه على بني إسرائيل، فقالوا لم لا يخرج المرجع ويصرح بنفسه، فخرج المرجع الشيخ بشير النجفي، في لقاء مصور وفسر معنى التغيير، فتعرض لحملة من التسقيط، أساءت لمقام المرجعية، وعصوا أمر المراجع، فحل بالعراق ماحل.
إن من يملك، السلطة الأكبر والنفوذ الأقوى، هو رئيس الوزراء كما في الدستور، فهو القائد العام للقوات المسلحة، والمسؤول التنفيذي المباشر عن عمل الدولة، وكان يدير الوزارات الأمنية، بالوكالة والمخابرات والبنك المركزي وملف الطاقة، فهو يتحمل المسؤولية الكبرى، عن الخراب والدمار طيلة السنين الماضية.
أما اليوم كم تتحمل الحكومة الحالية، المتمثلة برئيس وزرائها السيد حيدر العبادي، فساد وتركة ثمان سنين، وهل يملك الجرأة بفتح ملفات الفساد الكبرى، وقطع رأس الفساد.
المتيقن هو أن الشعوب، أقوى من الطغاة والفاسدين، إن توفر الوعي والتشخيص الدقيق والإرادة، فإنهم سيتساقطون كما تتساقط، أوراق الأشجار في الخريف، فالسمكة نتنة من رأسها، فمحاربة الفساد والقضاء عليه، تبدأ من الرأس، فإن سقط ستتساقط بقية الرؤوس.
https://telegram.me/buratha