أن يضرب الفساد كل انحاء البلاد ، وخصوصا ً دوائر الحكومة والدولة ، فهذا أمر طبيعي لسوء التجربة السياسية وثقافة المحاصصة الطائفية ، سيئة الصيت ..! لكن أن تأتي نتائج الأمتحانات المتوسطة لهذا العام بنسبة نجاح 20% في العراق ، فهذا زلزال فشل أنتجته تراكمات سنين طويلة من الفساد في وزارة التربية .
فساد وزارة التربية ، الذي يتجلى بنتائج هذا العام ، وقبلها الواقع المزري للحياة الدراسية للتلاميذ والهيئات التدريسة ، يعني فساد التعليم بقواعده الأساس ووضع البلاد في تعداد الفشل النهائي ، وهو مالم تبلغه حتى في أشد سنوات الظلام والتعسف والحروب .
نعرف ان وزارة التربية تباع بملايين الدولارات في بازار الكتل السياسية ، ونعلم أنها لم تحظ بوزير إختصاص يخلو من الفساد والطيش السياسي في ثلاث دورات للحكومة ، ومبتغاه من العقود والمآرب الأخرى ، لكن أن يصل الأمر لهذا الحد من الإنهيار والتفريط بمستقبل وطن بأكمله ، وختم فتيان وفتيات البلاد بمهر الفشل والضياع ، فهذا أشد أنواع الزلازل التي تضرب الدول وتطيح بمستقبلها ..!
ونحن نكتب لوعتنا في هذه السطور فأن وزير التربية يمضي سفرة الى بلجيكا ، ومستشاره (ع. ع) في تركيا ...! وفي كل دول العالم ، يعلن الوزير بنفسه وامام وسائل الإعلام نتائج الإمتحانات للصفوف المنتهية ، لأنها تمثل نتائج رحلة واجبه خلال عام ..!
ومن يملك إخلاص وطني وشرف وظيفي، يعلن إستقالته إذا ما تدنت نسب النجاح عن حدودها المعقولة ، لكن من أين نأتي بالشرف المهني والوطني لوزرائنا .؟
مرحلة الدراسة المتوسطة تعد الفيصل في توجهات الطلبة ، سواء أكانت علمية أم إنسانية أم مهنية ، وهي تشكل لائحة قياس لما يحدث في الدراسة الإعدادية ونتائجها، ومن هنا فأنها تشكل محطة مهمة لدى المشرفين على برامج التخطيط والإحصاء والمتابعة لواقع التعليم العام في كافة مراحله الأبتدائية والثانوية والجامعية في الوطن ، وبتصوري فأن تلك المهام تقع ضمن مسؤوليات دائرة الإشراف التربوي بالتنسيق مع الهيئات التعليمية ودائرة المناهج وغيرها من دوائر الوزارة .
ربما يعوضنا النفط عن ال 1000 الف مليار التي اضاعتها حكومة الفساد في عشر سنوات ، وربما تعيد دماء أبنائنا وتضحياتهم مدننا السليبة من براثن داعش ، لكن كيف ننقذ إنهيار الدراسة بمراحلها الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية والجامعية ..؟ هذا يعني إنهيار البلاد وسقوطها بالجهل التام ، إضافة لما هي عليه من تخلف وسلبيات قاتلة ...
سيقدمون تبريرات لفشلهم في زلزال الخراب ، وتمر الأحداث دون علاج ، ويقوم البرلمان (بعد العيد طبعا ً) باستدعاء الوزير للوقوف على الأسباب ، ستشكل لجنة من قبل الوزير ، ويعود كل الى حاله السيء.
اعتقد ان المئات أو الآلاف من الفتيان وذويهم لايتساهلوا مع هذه النتائج ، ستنطلق إحتجاجات واسعة للمطالبة بوضع معالجات لهذا الإنحدار الخطير ،ومن الواجب ان يطلب رئيس الوزراء من وزير التربية تقديم استقالته بسبب فشله ، وإحالة القضية لجهات مختصة نظيفة لمعالجة الموضوع ، ووضع حد لفساد وزارة التربية وإنهيار الحالة التعلمية في البلاد .
https://telegram.me/buratha