وقد كشفت صحيفة (الفايننشال تايمز) البريطانية جانبا من فساد هذا اللوبي ونهبه للمال العام وتصرفه به وفق ماتشتهي أهواء وملذات أفراده حيث كتبت (بإن الثروة التي تركها سلطان بن عبد العزيز تقدربـ ( 285) مليار دولار. وإن كل أبن وحفيد لـ (عبد العزيز بن سعود ) لديه راتب شهري يقارب 100 ألف ريال من الحكومة ، ومنحة سنوية بحدود 400 ألف ريال ، ليصبح مجموع الدخل السنوي مليون و600 ألف ريال لكل فرد من أبناء (عبد العزيز ) إلا إن ماتحدثت عنه وكالات الأنباء بعد وفاة ( سلطان بن عبد العزيز) وتوزيع ثروته بين أبنائه والبالغ مقدارها 285 مليار دولار.
وكشف موقع ( ويكيلكس ) حقائق أغرب من الخيال عن تلاعب أمراء هذا اللوبي بعشرات المليارات من الدولارات دون أن يحاسبهم أحد وتكشف إحدى هذه الوثائق بـما يسمى ( مكتب القرارات والقواعد ) الذي يعمل بمثابة مكتب الرفاهية لأفراد الأسرة الحاكمة ، يتراوح الراتب الشهري بين 800 دولار شهريا لأصغر عضو في أبعد فرع من العائلة و200000 إلى 270000 دولار شهريا لأحد أحفاد عبد العزيز آل سعود.أما أبناء الأحفاد فيحصلون على نحو 13000 دولار شهريا . وتضيف الوثيقة ( إن العلاوات تقدم للزواج وبناء القصور. وتبدأ المرتبات منذ الولادة وهو مايعطي حافزا كبيرا لأفراد العائلة للإنجاب.)
وفي لقاء لسفير الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت مع أحد الأمراء ألمح إلى البرامج الخارجة من الميزانية، وأعرب عن أسفه لمهزلة إن إيرادات لمليون برميل من النفط يوميا تذهب بالكامل لخمسة أو ستة أمراء. وعن الشركات والأراضي المستولى عليها فالحديث ذو شجون : ومن يريد المزيد فليفتح الرابط الآتي :
http://wikileaks-a.blogspot.se/2011/03/1996.html
كل هذا يجري في دولة تخط على علمها شعار ( لاإله إلا الله ، محمد رسول الله.) ويلقب ملكها نفسه بـ ( خادم الحرمين الشريفين) وتهدم طائراتها القاذفة المساجد والبيوت على رؤوس ساكنيها، وتقتل النساء والأطفال والشيوخ، وتدمر كل شيئ له صلة بالحياة في بلد فقير، وتتفاخر بذلك تحت سمع وبصر مايسمى بـ (المجتمع الدولي ) وكأن على رؤوسه الطير إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في هذه المملكة الظلامية. مادام نظامها الملكي المستبد ينفذ أوامره ومخططاته لتمزيق الأمة العربية والإسلامية ،ويبث الفتن الطائفية بين شعوبها . وكان قرار مجلس الأمن الذي أيد العدوان السعودي على اليمن وأدان الضحية هو الدليل على ذلك تماما مثلما سكت ويسكت على جرائم الكيان الصهيوني. وتعتقد هذه العائلة الوهابية المتسترة بالدين ظلما وعدوانا والتي خرج الإرهاب من مناهجها ومساجدها بأن الله قد منحها الجاه والمال والحكم وهو تفويض إلهي أبدي لايحق لأي إنسان في هذه المملكة أن يرفع صوته إحتجاجا على العائلة ومفاسدها وظلمها وهدرها للأموال الخيالية دون حسيب أو رقيب لأنهم(الأمراء الشرعيون) و (أوصياء الله على الأرض ) و(طاعتهم أمر مقدس ). وهم الدستور والقانون و(يحق لهم بأمر الله ) فعل أبشع المنكرات. وشن الحروب . وكل تحرك أو تململ شعبي من قبل المكتوين بنار ظلمهم وطغيانهم وجبروتهم هو ( خروج عن طاعة الله ) وهي نظرية لاتختلف عن مضمونها عن نظرية التفويض الإلهي التي ابتدعتها الكنيسة الأوربية في القرون الوسطى.
ووفق الفكر الظلامي الوهابي الذي انطلق من أرض نجد والحجاز منذ أكثر من مئة عام بعد تبني فكر محمد بن عبد الوهاب المتحجر تمت سيطرة آل سعود على هذه الأرض المقدسة وعلى رقاب أبنائها، وتبنوا هذا الفكر الظلامي بحذافيره، وباتوا يمارسون من خلاله تمييزا مذهبيا بغيضا ضد مليوني إنسان في المنطقة الشرقية. وجردوهم من أبسط حقوقهم الإنسانية التي أقرتها الشرائع السماوية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. والذين يعيشون في أرض تعتبر من أغنى مناطق العالم. وتسبح على بحر هائل من البترول ويعيش أهلها في حالة فقر مدقع، وتهميش تام ، وحرمان من الوظائف العامة. وأبشعها سلب الكرامة الإنسانية والتحقير. وقد بلغ الحد بأحد وعاظهم أن يفتي بعدم رد السلام عليهم، وتحريم التعاون معهم في كل مجالات الحياة. ولم أبالغ إذا قلت إن ظلم آل سعود قد تخطى ظلم الكيان الصهيوني على الفلسطينيين. واللوبي السعودي المدجج بأسلحة الغرب الحديثة التي يشتريها سنويا بعشرات المليارات من الدولارات بدأ يستعمل هذا السلاح المتطور ضد جيرانه كما يحدث في اليمن الجريح اليوم.
إن هؤلاء الجبناء البغاة الذين صاروا أسودا على الأبرياء العزل ويحكمون بلاد الحرمين بالنار والحديد صار مثلهم كما قال الشاعر:
ولما ملكتم صرتمُ بعد ذِلَةٍ - أسودا علينا داميات المخالبِ
وكم من تقيٍ قد أبادت سيوفُكم- بلا سببٍ غير الظنون الكواذبِ:
https://telegram.me/buratha