اللوبي بمعناه العام كلمة إنكليزية تعني الرواق أو الردهة الأمامية في الفندق . وتطلق هذه الكلمة في السياسة على الجماعات أو المنظمات أو الأسَر التي تتمتع بنفوذ واسع بما تمتلكه من ثروات طائلة وتحكُّم بمراكز القرار، وتسخر الإعلام التابع لها للوصول إلى غاياتها.
ومن خلال هذا التعريف البسيط والواضح لايخفى على أي إنسان متابع لأحداث العالم السياسية والاقتصادية في عصرنا الحالي مدى النفوذ الواسع الذي يتمتع به اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والدول الغربية قاطبة. حيث يستولي الصهاينة على مراكز القرار في هذه الدول من خلال المال والإعلام . وإن معظم حكام هذه الدول لايصلون إلى دفة الحكم إذا لم يحظوا بتأييد من هذا اللوبي المتغلغل والمنتشر كالإخطبوط بين شعوب هذه الدول.وإذا رفع مسؤول ما في هذه الدول صوته ضد الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها هذا الكيان وما أكثرها يسارع هذا اللوبي وبأسرع من لمح البصر إلى اتهامه بالتهمة الجاهزة ( معاداة السامية ) ولم يغمض له جفن إلا بتنحية هذا المسؤول من منصبه أو على الأقل إجباره على إعلان تراجعه وندمه على مابدر منه. والشواهد التأريخية كثيرة. وقصة المفكر الفرنسي الكبير الراحل روجيه غارودي ليست غائبة عن الأذهان بعد نشر كتابه (الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل) حيث شنت عليه المنظمات الصهيونية عليه حربا لاهوادة فيها لأنه شكك بـ ( المحرقة النازية ) وهي حالة واحدة من آلاف الحالات.
وفي منطقتنا العربية يوجد لوبي آخر يمتلك المال والسلطة والقرار وهو العائلة السعودية المكونة من 20 ألف فرد والتي يعتبر كل فرد فيها ملكا فوق القانون ولا يحق لأحد من أفراد الشعب رفضه لأي انحراف أو تصرف خاطئ يبدر من هذا اللوبي إعتبارا من الملك الكبير وحتى أصغر أمير.وقد سار هذا اللوبي على نفس خطوات اللوبي الصهيوني، وبات يشترك في الكثير من السمات معه إلا في حالة واحدة وهي إن اللوبي الصهيوني مسيطر على مراكز القرار في أمريكا والغرب واللوبي السعودي خاضع لمراكز القرار في أمريكا والغرب. لكنه يبسط نفوذه السياسي وهيمنته الظلامية على شعبه ويحاول تصدير فكره الظلامي إلى المنطقة العربية والسيطرة عليها من خلال القوة العسكرية المدعومة بالمال والإعلام . كما حدث في البحرين واليوم بعد الهجوم الجوي البربري على اليمن بمختلف أسلحة الموت الحديثة فيما سمي بـ (عاصفة الحزم ) حيث أجهزت طائراته التي صدرها له الغرب بمليارات الدولارات من أموال الشعب السعودي على هذا البلد لتأسيس حكومة عميلة تأتمر بأوامره، ولإرجاعه إلى ظلام القرون الوسطى . وأخذ رؤوس هذا اللوبي يصرحون علنا بأن الخطوة التالية هي تحويل سوريا والعراق إلى إمارات وهابية تابعة لهم ورحم الله الشاعر العراقي معروف الرصافي حين قال :
عبيد ٌ للأجانب همْ ولكن - على أبناءِ جلْدَتِهِمْ أُسودُ.
فالعائلة السعودية تمتلك أكبر ثروة في العالم حيث تصدر أكثر من 12 مليون برميل من البترول يوميا. وأفرادها ينتشرون في العاصمة الرياض، وفي معظم المدن المهمة كالمدينة المنورة وجدة وينبع وغيرها. ويتسلطون على المراكز الرسمية المهمة والشركات والبنوك والمراكز التجارية وشركات الأراضي والعقارات ويدينون بالولاء والطاعة المطلقة للملك. ويطالبون الشعب بطاعتهم وطاعة ملكهم طاعة عمياء. وأغلبهم لايملكون شهادات علمية حقيقية، وإذا تطلب الأمر إلى شراء شهادة علمية للمباهاة بها فهي تصل إلى قصر الملك الصغير من إحدى جامعات اللوبي مغلفة بإطار ذهبي ومعها تهنئة حارة . وتسبح وسائل إعلامهم الضخمة وفي المساجد التي تبث روح الكراهية لمن يخالفهم بحمد الملك ليل نهار على النعمة الكبرى التي يعيش فيها هو والأسرة الحاكمة، والبطانة الوضيعة من الوعاظ في الوقت الذي يعيش الملايين في المملكة على الكفاف والحرمان.
لقد نشرت وكالات الأنباء أنباء كثيرة عن فساد أمراء هذا اللوبي وتلاعبهم بالثروات الطائلة بشتى الطرق الشيطانية ، وعن القصور الخيالية التي شيدوها لهم ولأبنائهم وأحفادهم .وهناك حقائق مذهلة عن فساد هؤلاء الفراعنة تدمي قلب كل إنسان شريف في هذا العالم قبل أن تدمي قلوب المسلمين
وهنا أريد أن أذكر حادثة تأريخية وهي :
حين رأى الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري (رض )يوما معاوية بن أبي سفيان يبني قصرا باذخا قال له بالحرف الواحد :
(إذا كان هذا من مالك فهو الإسراف وإن كان من مال الأمة فهي الخيانة) أما اليوم فالأمير الواحد في أرض الحرمين الشريفين له عدة قصور وله من الثروات مايذهل المرء حين يسمع بها . وبإمكان كل زائر لهذه المملكة أن يرى القصور الخيالية بزخارفها وهياكلها الضخمة وهي راقدة على مرتفعات وجبال .ويرى إلى جانبها الفقر المدقع الذي تعاني منه طبقات واسعة من الشعب السعودي .
يتبع.
https://telegram.me/buratha