===========
مقدمة
===========
من اكثر المجالات التي سعت دول العالم الى تطويره تقنياً هو مجال الامن , لما له من اهمية كبيرة في مستقبل البلدان وقوتها , لذا كانت ميزانيات البحث العلمي والبرامج التطويرية فيه فلكية , والنتائج كانت مدهشة .
ومما يؤسف له ان هنالك ارادات سياسية تقودها مافيات للفساد تمنع دخول التكنلوجيا في مجال التطوير الامني في العراق , لما لهذا الجانب من مغارات للثراء الفاحش على حساب دماء العراقيين .
ان للتكنلوجيا الامنية قدرات فائقة ومدهشة في تتبع الارهابيين والمجرمين , وفي الحد من اهدار دماء العراقيين وحفظ اموالهم وممتلكاتهم , وهو امر لايجد قبول لدى مافيات الفساد الممسكة باجهزتنا الامنية ومنظوماتنا المالية .
==============
تخلف تكنلوجي متعمد
==============
من مصاديق تخلفنا التكنلوجي المقصود حتما , كثرة هروب الارهابيين من السجون العراقية , التي وصلت حد المهزلة , وكان اشهرها هروب اكثر من الف ارهابي من سجني ابي غريب والتاجي المحصنين .
وقد كشفت لجان التحقيق (التي نبرع في تشكيلها ونفشل دوماً في اختتام نتائجها) ان الارهابيون كانوا يمتلكون وسائل اتصال مختلفة (انترنت وموبايلات وغيرها) الامر الذي مكنهم من التنسيق العالي مع الخارج , بل وادارة التنظيمات الارهابية من داخل السجون , وتمكنوا من تنسيق خطط هروبهم بشكل دقيق .
وبالطبع كان هنالك من سهل للارهابيين الحصول على الشرائح الالكترونية اللازمة عن طريق حراس فاسدين , ولكن المثير للاسى ان هنالك اجهزة لايتعدى كلفة الجهاز الواحد منها ال200 دولار بالمفرد كفيلة بقطع اي اتصال وتشويش اية شبكة , كان بالامكان نصبها في محيط السجن , وحينها تتم عرقلة اي اتصال وتجعل الحواسيب واجهزة الاتصال صمّاء بلا فائدة , ولكن ارادات لفاسدين في الاجهزة الامنية منعت استخدام هذه التكنلوجيا البسيطة , وهو مثال صارخ على تخلفنا التقني وعلى عرقلة ارادات حكومية وامنية لاية جهود لمنع هروب الارهابيين من السجون .
والمصاديق على تخلفنا التكنلوجي الامني كثيرة , واثارها كانت خطيرة ومنعتنا من رصد الاف العمليات الارهابية وعمليات التسلل عبر منافذنا الحدودية وعبر السيطرات الامنية الفاشلة , وسبب لنا كوارث انسانية وانهاراً من الدماء , فطريق محمد القاسم في بغداد مثلاً كان مسرحاً لمئات العمليات الارهابية والخطف والاغتيال والتفجير , ورغم ذلك لم تفكر الجهات الامنية بنصب كاميرا واحدة للمراقبة عليه , ونعتقد ان السبب يكمن في ان مواكب المسؤولين تعزف عن المرور عليه لذا فهو في نظرهم غير مهم اطلاقاً ,رغم ان عاصمة كلندن نفوسها 10 ملايين وفيها 15 مليون كاميرا تعقب !!!!!, بل ان بلداً كالامارات استطاع بكاميراته من هتك اسرار عملية متقنة للموساد من خلال الكاميرات في الفنادق والمطارات وفضح مرتكبي اغتيال القيادي في حماس (محمد المبحوح) خلال 24 ساعة من التحليل التقني .
ومن مصاديق تخلفنا التكنلوجي المقصود , ان هنالك مافيات تابعة لعصابات سياسية متنفذة عرقلت دوما تجهيز شاحنات نقل الوقود والمشتقات النفطية باجهزة الجي بي أس التي كانت كفيلة بتتبع اية شاحنة ومسارها وبالتالي كان لها ان تمنع التهريب وتحد من نشاط المهربين , فكان لابد من احباط اي توجه لنصب هذه اﻻجهزة
=============
(2393)!!!!!!
=============
وبالحديث عن اجهزة التعقب , فان كل دول العالم تضع في الياتها الحربية والامنية الشرطوية اجهزة للتعقب مما يجعل فقدان تلك الاليات مستحيلاً , اما نحن فان الطامة الكبرى في الموصل على سبيل المثال , اننا فقدنا حوالي 12000 آلية عسكرية مختلفة الاحجام منها , 2393 عربة همر اصبحت في قبضة ارهابيي داعش , ولنا ان نتسائل : لو ان تلكم العربات كانت مزودة باجهزة تعقب , اما كانت لتكون وبالاً على ابي بكر البغدادي , ولكن تساؤلنا الاكبر : من هم الخونة الذين لم يزرعوا اجهزة (الجي بي أس )في تلك العربات وتسببوا في اسالة الدماء, وضياع الارض.
وبالحديث عن الموصل المحتلة , فان من الغريب والمثير للغثيان ان شركات الاتصالات العاملة في العراق (والتي لها بالتأكيد شراكات سياسية) لاتزال تعمل في الموصل بلا انقطاع !!!!!! , وياليتنا افدنا من تلك الاتصالات باية فوائد استخبارية , ولكن للاسف نحن متخلفون في تقنية الاتصالات بشكل مريع , حتى ان الاجهزة الامنية لاسيطرة لها على شبكة الانترنت ولاتستطيع ايقاف او رصد اي شيء , ووصل الحد بنا في الموصل ان الاجهزة الخاصة باتصالات الشرطة والتي سقطت منه الاف بيد ارهابيي داعش لانزال نستخدمها في اتصالاتنا الامنية دونما حذر !!!!
بل اننا لنكاد نجزم ان مجزرة كمجزرة سبايكر ماكانت لتتم بهذا الحجم والبشاعة وبالشكل التنفيذي الارهابي المستريح لو كانت هنالك اجهزة تعقب لاتصالات الجنود المغدورين الذين كانوا يتصلون قبل جزرهم الوحشي , بل ان اتصالات القاعدة العسكرية ذاتها التي خرج منها المغدورين كانت كفيلة بافشال المجزرة .
==========
تعقب الوجوه
=============
ولايقتصر الامر على الموصل , فالعراق بطوله وعرضه مكشوف بلا كاميرات ذكية في الشوارع او الجسور او الطرق العامة كما انه خال من الرادارات واية تقنيات للتعقب .
ولمعلومات القاريء الكريم فان تقنيات الكاميرات الذكية التي تلقم بصور الارهابيين والمطلوبين قادرة على كشفهم في حال دخولهم العاصمة حتى لو كانوا ملثمين , فما ان تلتقطه الكاميرا الذكية حتى ترسله الكترونيا للتحليل وتتعرف على ملامحه وتطلق جرس الانذار في غرف السيطرة والتحكم وهي عملية لاتستغرق سوى ثوان معدودات , فلو لقمتها صورة ابو بكر البغدادي فانها ترصده اينما ظهر , وعلى سبيل المثال فان بغداد يمكن تغطيتها ب125 كاميرا فقط!!!!!
=================
بوابات الكترونية محظورة !!!!
=================
وللمواطن ان يندهش من القدرات الهائلة للتقنيات التي نفتقدها عمداً والتي تجعل الارهابي الياباني والالماني يدخل المدن ويفجر دونما رقيب , وهو لايستطيع في بلاده ان يخطو خطوة بلا رقابة صارمة , ولاعجب فحتى مطاراتنا لاتزال خالية من البوابات الالكترونية التي لاتفتح الا الكترونيا للمسافر المستوفي لشروط السفر وغير المطلوب قضائيا او صاحب الجواز المزيف , وقد تقدمت احدى الشركات بهدية 200 بوابة الكترونية ولكن طلبها رفض !!!, فالهدايا ليست بها رشى لذا لابد ان ترفض , كما ان البوابات تلك لاتفرق بين مسافر وأخر اياً كان وكانت صفته , فكان لابد ان ترفض , فنحن نعشق كل مايفرقنا , ام ان توحدنا التكنلوجيا وتجعلنا سواسية امام القانون , فالويل لها !!!!!, فنحن البلد الوحيد بالعالم الذي يصر على استخدام اجهزة كشف متفجرات يعترف مصنعوها انها مزيفة , ونرمي المسؤول الفني المسؤول عنها في السجن ولكننا نصر رغم ذلك على استخدامها , وهو تصرف لم يخطر ببال حتى سلفادور دالي ولوحاته السوريالية !!!.
===============
خمسة مليارات دوﻻر (مع الرشاوى والعمولات)!!!
=================
نحن نحتاج (في حال توافر الارادة الحقة ) الى تاسيس مراكز قياده وسيطره الكترونيه تتحكم بالوضع الامني في كل محافظة, كما يجب ان تكون طاولات السيطره تلك تحت سيطره القائد العام للقوات المسلحة , وترتبط بها جميع غرفة القياده والسيطره , وتغذى من كاميرات بانورامية في بغداد والمحافظات , وهي كاميرات ذكية توضع على سواري بارتفاع 75 متر في الحدود والمطارات والمدن والجسور والشوارع , وهي كاميرات ذكيه يكفي ان تغذيها بفلم من اليوتيوب لاحد الذباحين وهو منقب وعندما يدخل بغداد (حتى ان كان يضع نضاره او لثام فسوف تشخصه , وهي ابرز مغذي لغرف السيطره ,فمثلاً ,اذا شخص قام بعمليه اغتيال سوف توشره الكاميرات اين ما ذهب في بغداد, بالاضافة الى المناطيد كاحد ابرز مراكز المراقبة لانها تحمل رادارات واجهزه تشويش ومراقبه وتنصت وكاميرات ذكيه, كذلك كاميرات فيديو تركب ضمن منظومة الامن ومن الممكن الزام اصحاب الفنادق والمطاعم والصاغه والمساجد والمدارس والشركات والمكاتب و... بنصب كاميرات تربط على الشبكه الرئيسيه, بالاضافة الى كاميرات ليزرية توضع في مكان سري في مداخل المطارات والسيطرات والدوائر ومداخل الحدود والمدن وتغذى بمعلومات من الشبكه الرئيسيه وتقوم بتشخيص اي مطلوب يمر منها, اي انها تساعد الشبكه الرئيسيه بالكشف عن المجرمين,كما اننا نحتاج الى النظام الباروميتري الذي يُغذى بالبصمات وبصمه العين والمشخصات للوجه ويوضع في المطارات والسيطرات ويكشف المطلوبين, ناهيك عن الدور المهم للطائرات كاحدى وسائل الاستطلاع والتصوير , ويمكن ان تتحرك فوق المدن والحدود والصحراء والمناطق الحربية ويجب ربط نتاجها على الشبكه الرئيسية, بالاضافة الى قوارب للبحار والانهار , التي تعمل نفس دور الطائرات والمناطيد, وكذا الامر بعجلات مصفحه ومظلمة تترك في المنافذ الحدوديه والجبهه وتنقل المعلومات الى مواقع رئيسيه , وهذه العجلات تترك بدون عنصر بشري وهي للتجسس, وكذلك لابد من انشاء منظومة اتصالات موبايل وانترنيت مؤمن , دون الحاجه لشبكات الموبايل وتستخدم من قبل الاجهزه الامنية حصراً.
كما ان التكنلوجيا توفر لنا اربعة منظومات قانونية ومستخدمة عالمياً هي :1- منظومة ( (cltsللتنصت على الهواتف والشبكات وتشخيص الاهداف نقطويا واذا ربطت على الشبكه فانها ستقدم خدمة جوهرية لغرف السيطرة .2- منظومة تختص بمراقبه الرسائل النصيه والانترنيت.3- منظومة لمراقبه جميع شبكات التواصل.4- منظومة للمتابعه القريبة.
والمنظومات الاربعه تستخدم دون تدخل شركات الموبايل والانترنيت وتستعملها اغلب الحكومات ,وهنالك منظومات اخرى كاجهزه التشويش لحجب تفجير السيارات المفخخة والعبوات, ومنظومة اختراق الثريا والاجهزه اللاسلكيه, ونظام السيطره على القنوات الفضائيه والاذاعات, بالاضافة الى اجهزه سكانر ثابتة ومتحركة لكشف المتفجرات والعتاد وتوضع في مداخل المدن والحدود والمناطق المهمة , والبعض منها يكون دائب الحركة , كما ان هنالك اجهزه السيطرة على السجون ,وتشويش اي اتصال وتحديد موقع السجين من خلال ساعه يد غير قابله للنزع .
وهنالك اجهزة استخبارية مهمة كجهاز نظام سوفتوير وتحليل استخباري متطور (والغريب ان الامريكان تركوا لنا مثل هذا النظام باسم memixوهو متروك وغير مستخدم في الاجهزه الامني وهو نظام رائع لجمع ومن ثم تحليل المعلومات).
ان كل ماتحدثنا عنه من اجهزة وتقنيات امنية واستخبارية , هي اجهزة وانظمة مهمة للغاية في اجهزتنا الامنية , ولتغطية كل العراق ومنظوماته الامنية والاستخبارية فان التكلفة لاتزيد عن خمسة مليارات ( مع حساب الرشاوى والعمولات !!!!!) وتحتاج الى فترة لاتتجاوز العام ونصف فقط
فكم ضيعنا من دماء غزيرة غالية وكم ضيعنا من سنوات من التخلف وكم اهدرنا من مليارات على معدات فاسدة ومشاريع وهمية, ولكن (لاحياة ولاحياء كما يبدو لمن تنادي)
=================
خلاصة
==================
التكنلوجيا توحد العراقيين وتجعلهم سواسية امام القانون لذا يرفضها السياسيون,كما انها تمنع الفساد المالي والاداري لذا يرفضها رجال الامن الفاسدون , ولكن مايجب ان يرسخ في اذهاننا هو ان كل من يعطل التكنلوجيا في مجال الامن فهو مشارك في الولوغ بدماء العراقيين.
https://telegram.me/buratha