المقالات

الاجتماع التداولي، نتائج وأبعاد

1402 17:22:27 2015-06-05

أهم ما يواجه القائد، عملية بناء الإنسان، لجعله عنصر إصلاح وإنتاج في المجتمع، بدل أن يكون عاله عليه. عملية البناء هذه تحتاج إلى خطط واليات مدروسة ومجربة، لا تثير ضجيج لتقف في طريقها المعرقلات، لتغير مسارها. وسط وجنوب العراق، منذ انبثاق الدولة العراقية، يعاني من الظلم والتغييب والتهميش، لأسباب تبدو طائفية، لكن حقيقتها أعمق.

ابن الوسط والجنوب، يستند إلى ارث حضاري طويل، فضلا عن عمق عقائدي، وجود الثروة في أرضه، فضلا عن الموقع الاستراتيجي، يمنحه قوة تأثير عالمي. كل هذه العوامل دفعت الحاكم، وبدفع خارجي، إلى تعطيل ابن الوسط والجنوب، ووضع حواجز كثيرة، تمنعه من الانطلاق، والتحول إلى رقم في المعادلة الدولية.

بعد عام 2003، استمر هذا الأسلوب من الحكام، بسوء أو حسن نية، رغم أن الدستور يمنح كل محافظات العراق، فرص للتعبير عن إمكانات أبنائها.
طرح موضوع إقليم الوسط والجنوب، شهد عرقلة واضحة، من المدركين لخطورة هذا الإقليم على الأجندة العالمية، ساندهم قصيري النظر ممن لا يفقهون الحقيقية. كذلك عرقل الحاكم موضوع " ألا مركزية الإدارية" ليسيطر على مقدرات المحافظات الجنوبية، ويستمر بتغييب طاقاتها المحلية، التي نجح معظمهم، بما متوفر من صلاحيات وإمكانات تعد معدومة.

وزير النفط العراقي، شخص هذه المشكلة، ضمن الدستور، بدا بالبحث عن إلية، يمكنها أن تفعل وتطور، إمكانات أبناء الوسط والجنوب في القيادة والإدارة. بهدوء دون ضجيج أو شعارات، قد تفسد ما يقوم به، فكان الاجتماع التداولي الشهري، مع الحكومات المحلية، حول صناعة النفط، والأفق التي يمكن للمحافظات؛ أن تستفيد منها ضمن حدود الدستور. كان الاجتماع الأول في بغداد، حيث شكك كثير من أعضاء الحكومات المحلية، في إمكانية استمرار هذه الخطوة، بسبب شفافيتها، وقوة الأفكار المطروحة فيها، التي لا يمكن لمسئول اتحادي؛ أن يسمح للمحافظات بالاطلاع عليها، حسب تجربة السنوات السابقة.

تكررت التجربة، وهي بحد ذاتها رسالة تطمين، للحكومات المحلية بجدية هذه الخطوة، تم في الجلسة الثانية مراجعة ما تمت مناقشته في الجلسة الأولى، والمقدار الذي تم انجازه، عندها اطمئن الجميع، إلى أن الوزير جاد في مسعاه.

الجلسة الثالثة في ميسان، كانت فتح جديد للحكومات المحلية، حيث تأكد لديهم بأن وزارة النفط في عهدها الجديد، تختلف كليا، سواء في العقلية التي تديرها، أو الأهداف التي تبغي الوصول إليها، حيث صراحة الوزير عندما قال (لا نجامل أي احد على حساب الدستور)، مما يعني؛ أن هذه الخطوات تسير ضمن الممكن دستوريا، وبالتالي فهي خطوات جادة وواقعية.

الملفت؛ أن الجلسة التداولية الثالثة، وضعت حكومة ميسان المحلية، أمام أمور كانت تجهلها، عن إدارة النفط في المحافظة، حيث تم إرجاع ما يقارب من (25) مليون دولار، استحقاق للمحافظة على شركات النفط العاملة فيها، الأمر الذي عزز ثقة المحافظات بالوزارة، وجديتها في تعريف المحافظات؛ بصلاحياتها واستحقاقاتها التي ستعزز، بعد إقرار قانون النفط والغاز.

كل هذا يثبت حقيقة؛ أن عادل عبدالمهدي، قائد اكبر من وزير، يعمل على إعداد مجتمع مغيب، ليأخذ دورة الذي عطلة الظلم والتغييب والتهميش، ووسيلته لذلك تمكينه علميا وعمليا من إدارة شؤونه، كي لا يستغفل من جديد..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك