المقالات

الحشد الشعبي..ولادة من رحم القضية الحسينية

3149 21:02:24 2015-06-04

إن للحسين في قلوب المؤمنين حرارة لا تبرد أبدا( حديث عن النبي صاوات ربي وسلامه عليه وعلى آله).

إن مصرع الحسين ـ عليه السلام ـ ترك أثرا بالغا، في نفوس الأئمة( عليهم السلام)، فترى ما من حادثة، تحدث لهم، إلاّ وتذكروا فيها مصيبة جدهم الحسين ـ سلام الله عليه ـ فألأمام زين العابدين( عليه السلام)، ما من طعام أو شراب قدم له، إلاّ وتذكر ابيه الحسين عليه السلام وبكى، وظل على هذا الحال 35 عام، حتى عُد من البكائين. 

أو حادثة إحتراق دار الأمام الصادق عليه السلام، الذي يقول فيها: عندما رأيت عيالي تفر من النار، تذكرت حرق خيام جدي الحسين، وفرار عياله من النار. 
أو كما ذكروا، إن احد الأئمة عليهم السلام، مر بسوق الجزارين، فرءآهم يعرضون الماء على الكبش قبل ذبحه، فبكى عند مشاهدته المنظر، وقال: يعرضون الماء على الشاة والكبش، وإن جدي الحسين، يذبح عطشانا. 
وأخذوا يقيمون العزاء عليه، والرثاء فيه، حتى إن الامام الرضا عليه السلام، لا يُرى ضاحكا طيلة محرم الحرام، هكذا ربّى الأئمة عليهم السلام أتباعهم وشيعتهم، عبر التاريخ، على ذكر الحسين عليه السلام، وإحياء مصيبته، وإقامة العزاء عليه. 

إن هذه الحرارة التي في قلوب المؤمنين، على الحسين بن علي عليهما السلام، تنفخ فيها، وتؤجج نار الثورات على الظالمين والفاسدين، صرخة( هيهات منا الذلة)، لذلك نشاهد العديد من الثورات، بعد مصرعه عليه السلام، مطالبة بألاخذ بثاره، كثورة التوابين، وعقبتها ثورة المختار، وثوزة زيد بن علي، وأبنه يحيى، وغيرها من الثورات، التي كانت تحمل شعار الحسين، بل إن حتى العباسيين، نادوا بشعار( يا لثارات الحسين)..!

وهكذا توارثوا الشيعة( أيدهم الل )، هذا المنهج من أئمتهم، ومن أسلافهم، فأخذوا يقيمون مجالس العزاء واللطم، على مصيبة أبا عبد الله الحسين عليه السلام، ولم ينقطعوا عن زيارته، التي أكدوا عليها وبشدة، ما لم تورد روايات بكثرتها في إمام غيره، وحثوا على زيارته مهما كانت الظروف والاحوال، كما توارثوا العمل الجهادي ضد حكام الجور، لأقامة العدل وإنصاف المظلومين والمستضعفين. 

والحشد الشعبي اليوم، في تلبيته لنداء المرجعية الدينية، وأستجابته للجهاد، وخروج الملايين من أتباع اهل البيت( عليهم السلام)، لنصرة الدين والمذهب والوطن، لم يأتي من فراغ، أو وليد صدفة، بل هو نابع من زيارة الحسين( عليه السلام) المليونية في أربعينيته، وتربية المنابر الحسينية، ومجالس العزاء والبكاء. 

هذا الأمر تنبه له، حكام الجور والفسق، فراحوا يحاربون الحسين عليه في شعائره، وفي زيارته، بل هاجموا قبره الشريف وأرادوا هدمه، عبر التاريخ، فالحسين يشكل تهديد لحكوماتهم، لانه عنوان: للحرية ـ للأنسانية ـ للمظلومية ـ للمحرومية ـ للعدالة ـ للرحمة والرأفة بالضعفاء. 

ليس عجبا! من أن يتهم الحشد الشعبي، من صعاليك السياسة، والمهلوسيين بالطائفية، بشتى أنواع التهم، وتشويه سمعته، لأنه يدافع عن إمامه الحسين عليه السلام، الذي يمثّل تلك العناوين التي أشرت أليها قبل قليل، وليس عجبا أيضا..! من ان تغيّر، أسم عملية تحرير الأنبار، من لبيك يا حسين، الى لبيك يا عراق، وكأنّ الحسين خارج العراق! أو ليس كأنه ابن بنت النبي( عليها الصلاة والسلام)، أو كأنه ليس سيد شباب اهل الجنة الذي أخبر عنه جده..! العجب كل العجب من هكذا سياسيين في العراق..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك