دارت الأحداث في العراق وفي المنطقة سريعا, فكان ظهور عصابات داعش الإرهابية في سوريا, ثم دخولها إلى العراق, وما زرعته من موت ودمار, في وقت كان العراق لا يملك إلا جيشا, أدعت أمريكا أنها ستدربه وتجهزه ليدافع عن البلد.. هذا ما قالته في تبريرها لأهمية الإتفاقية الأمنية!
كان الإنهيار الذي حصل, هو من كشف ورقة التوت عن عورة وأكاذيب أمريكا, ولولا الفتوى المسددة بالجهاد, التي أصدرتها المرجعية, فلا يعلم أحد أين كانت ستتوقف داعش, ومن كان سيوقفها أصلا؟!.
تلك الفتوى قلبت الموازين, فعادت الكرة بملعب القوات العراقية من حشد شعبي وجيش, وبدأت عملية استعادة الأراضي بشكل سريع, لكن الغريب هو موقف أمريكا, والدعم الذي يفترض أن تقدمه, فأفعالها تبين وكأن مصالح أمريكا في العراق قد تضررت, فرغم أنها حاولت أن تلعب دور المساند والمناصر للقوات العراقية, بتنفيذ طلعات جوية لتنفذ ضربات مساندة, رغم أن بعض تلك الطائرات القت بمساعداتها إلى داعش, أو قصفت مواقع للحشد الشعبي, سهوا كما أدعوا؟!
كل هذا يكشف مدى الإستياء الأمريكي, من سرعة الإنتصارات الأخيرة للقوات العراقية وقوات الحشد الشعبي على الإرهابيين, ولتظهر ملامح رغبة أو مخطط أمريكي, يريد القضاء على داعش, ولكن بتوقيتات وأجندة خاصة به, تتعلق بمخططه القديم للشرق الأوسط الكبير.
رغم التقدم التكنلوجي الكبير, والتقنية العسكرية العالية, التي تمتلكها الولايات المتحدة, إلا أنها تدعي أن هناك صعوبة في القضاء على داعش, وأن الموضوع يحتاج لوقت طويل ربما سنوات, وأن بعض غاراتها أستهدفت الحشد الشعبي, أو ألقت مساعدات, ربما بخطأ تقني, هه.. خطأ تقني, على من تكذبون؟ ومن تخدعون بهذا الكلام؟ عذركم اقبح من فعلكم
رغم كل هذه التجاوزات والأخطاء الكارثية, التي قامت بها أمريكا, كان رد الحكومة خجولا, للرد أو الاعتراض على كل هذه التجاوزات, فلا تحرك من مجلس الوزراء ولا من رئيس الدولة, أو مذكرة حتى من وزير الخارجية, صمت عجيب لن نعرف متى ينتهي؟! .
هل من الممكن أن ما يحصل هو نتيجة لندم أمريكا, على قرار خروجها من العراق, وتريد الأن أن تعيد سيطرتها عليه؟
وما هو رد الفعل المطلوب من حكومتنا تجاه هذا المخطط؟ ومتى سيظهر إن كان سيظهر؟
https://telegram.me/buratha