من نعم الله تبارك وتعالى أنه بعث الأنبياء والرسل وحملهم أمانة نشر تعاليم السماء وأنزل عليهم الكتب السماويه لتكون منهجا ودستورا لأقوامهم ولترقى بهم ألى المستوى الإنساني الرفيع الذي أراده الله للإنسان. والبعثة النبوية الشريفة المباركة حدث جليل وعظيم غير وجه التأريخ لأنه أنقذ أمة كانت تتخبط في دياجير الظلام ونقلها ألى عالم النور والكرامة الإنسانية وقد تميزت تلك الرسالة السماوية العظيمة رسالة الإسلام الخالدة بميزتين أساسيتين الأولى عالميتها وشموليتها والثانية كونها خاتمة الشرائع والأديان بكمالها وجليل منزلتها. وهي لاتنحصر بقوم أو بلد معين بل جاءت لإنقاذ البشرية حيث قال الله في محكم كتابه العزيز: وما أرسلناك ألا كافة للناس بشيرا ونذيرا. الآيه 28 من سورة سبأ
فالإسلام من هذا المفهوم القرآني العظيم هو دين الله الأبدي الذي جاء لنقل هذه البشرية من عالم العبودية والرق والظلام والتخلف ألى عالم النور والمحبة والسلام والكرامة لتخليصها من كل الشوائب والأمراض الاجتماعية والقرآن هو كتاب الله الخالد ودستور الإسلام وعموده الفقري الذي أنتهى إليه كل تشريع وأودع فيه أصول كل رقي . يقول الله سبحانه في محكم كتابه العزيز:
أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات وأن لهم أجرا كبيرا.
فلا عصبية ولا استعلاء ولا ظلم ولا قهر ولا تمييز بين مسلم وآخر لابل بين كل بني البشر. والحوار هو جوهر هذا الدين. وقد كان رسول الله ص خير من أدى الأمانه ونشر الرسالة بخلقه العالي وصفاته المثلى وإنسانيته وصدقه وتسامحه حيث وصفه الله جل وعلا بهذه الجمله البليغة والخالدة : وأنك لعلى خلق عظيم ا وقال ص : أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .وهو الذي عانى ماعانى ص في تلك المسيرة المنقذ ة للبشرية من دعاة الظلم والظلام والعبودية والقتل وهو القائل ص : ما أوذي نبي مثل ماأوذيت . نعم لقد أوذي رسول الله أذى لايتحمله بشر من أجل خير البشرية وإصلاحها وإنقاذها وبقي ص حتى الرمق الأخير يدافع عن تلك المثل والقيم الإنسانية الكبرى ليرضي ربه وضميره ويلقي الحجه على من تغلغلت في روحه وقلبه نوازع الشر والتخلف والجريمة والحقد والبغضاء فأدى الرسالة ص على أكمل وجه وانتقلت روحه الطاهره ألى جوار ربه وهو قرير العين مطمئن النفس نقي السريره. وهناك من استمع القول وهناك من شذ عن الطريق يقول الله جل وعلا في محكم كتابه العزيز:
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب . الزمر 17و 18.
فاين أصبحنا من كل هذا؟ وما بال هؤلاء المجرمين القتله الذين باعوا أنفسهم للشيطان واستولت عليهم نوازعهم الأجراميه ليعيثوا في الأرض فسادا ويسفكوا دماء الناس الأبرياء باسم الإسلام.إنها والله جرائم كبرى في حق الإسلام لابل في حق جميع الأديان السماوية منذ أن خلق الله البشرية وبعث لها أنبياءه لبث روح السلام والمحبة والتآخي بين جميع البشر من أقصى العالم إلى أقصاه. أما الذين أشاعوا روح العصبية والعنصرية وثقافة القتل والذبح والتدمير واعتدوا على الكرامة الإنسانية فإنهم تعاونوا على الإثم والعدوان. وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان واتقوا الله أن الله شديد العقاب. المائدة -2 .)
أليس من واجب علماء الأمه أن يقولوا كلمتهم بعد أن طفح الكيل وبلغت القلوب الحناجر؟ وكيف ينامون ويناجون ربهم في دجى الليل وهم ساكتون عن هذه الجرائم بحق البشريه ؟ ألم يقل الله في محكم كتابه العزيز وقفوهم أنهم مسؤولون ؟ ) وماذا سيقولون لرسول الله ص يوم يحشرهم الله الحشر الأكبر ؟ أليس هؤلاء المجرمين القتله هم من أشد أعداء الدين الإسلامي ورسول الإنسانية محمد بن عبد الله ص الذي بعثه الله سبحانه رحمة للعالمين ؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ولقد كرمنا بني آدم .؟ وهي تعني كل إنسان على وجه الأرض. فكيف يفجر جسده ويحوله المجرمون إلى مزق وهو لم يرتكب ذنبا ولم يسيئ إلى أحد ؟ أليست هذه الجرائم المنكره لاتختلف عن وأد البنت في زمن الجاهلية أن لم تكن أبشع منها ؟
وكمسلم أقولها اليوم بكل حسرة وألم أين أمتك من مبادئك العظيمة التي بشرت بها البشرية ياسيدي يارسول الله ؟ لقد أصبح تكفير المسلم وقتله أمرا هينا على من جعل نفسه وصيا على الدين حتى أصبح من يجعل نفسه وصيا على المسلمين يقتل الآلاف من النساء والأطفال بأحدث الطائرات. إنها والله فاجعة كبرى وكارثة عظمى تشهدها هذه الأمه إذا لم يبادر المخلصون الشرفاء من الذين ساروا على نهج القرآن وهدي محمد ص ألى إنقاذ ماتبقى من هذا التمزق الرهيب الذي عم بين أبناء الدين الواحد نتيجة تغلغل أعداء الدين من الذين لبسوا عباءته دون وجه حق.:
https://telegram.me/buratha