ما من كتلة سياسية عراقية , وخاصة ( الكبيرة ) منها , إلاّ وهي توالي جهةً خارجية وبات كل حراكها السياسي , منشطراً على نوعين لا ثالث له , الأول , السعي المحموم لتحقيق المكاسب الشخصية لهذه الكتل , والثاني مرتبط بالأول , هو كسب رضا الجهة الخارجية التي لا تخجل من التصريح الذي يبلغ حدّ الوقاحة السياسية المذمومة في إعلانها الولاء لها .. وفي كلا الحالين , فإنّ المستفيد من كل ذلك , هما الكتلة السياسية والجهة التي تواليها , التابع والمتبوع , العبد والسيد , ( إنْ كان ثمة سيّد بالمعنى الحقيقي ) , كل هذا التلازم , بين هاتين الجهتين , يأتي عبر شعارات زائفة تتخذ لنفسها صوراً توحي وتدّعي , زوراً وبهتانا , كذباً ودجلاً , ونفاقاً سياسياً مقيتاً , أنهما يعملان ذلك , لأجل جماهيرها العريضة التي تمّثلها .. في حين أنّ كلّ معطيات الواقع الفعلي , أثبتتْ وتثبت عكس ذلك تماماً ..
فالخاسر الأول , والمتضرر الأول , هو الجمهور الذي يدعون بأنهم يمثّلونه , فهذه الشرائح الكبيرة , تعيش واقعاً بائساً جداً , حقوقها مهضومة ومُستلبة , محرومة من فرص العمل , محرومة من أبسط الخدمات الأساسية , محرومة من بيوت ولو بأمتار محدودة تأويهم وعوائلهم , وتشعرهم بأنّ لهم وطن صغير داخل وطنهم الكبير , محرومة من كل شيء , اللهم سوى من تجرّع مرَّ العيش والعوز , في وقت , يتنعم رجالات هذه الكتل , بكل الإمتيازات التي تصل حدّ الترف الإسطوري الذي لم تبلغ مستواه حتى ليالي الرشيد العباسي الحمراء , من الڨ-;-لل والقصور الفارهة , والأرصدة الخيالية , وغيرها ممّا لا تستطيع تصوّراتنا البسيطة المتواضعة من تكوين صورة عنها ..
ويبقى السؤال الذي يبحث عن الإجابة , وسط هذا الكم من المفارقات المجحفة , والمعادلات القائمة على خلاف المنطق الإنساني والعقلاني والوطني , الى متى يبقى هذا الحال الذي تتسع فيه فجوة الغنى الفاحش لهذه الحيتان في قبال تزايد العوز والفاقة والحرمان وفقدان الأمان لدى السواد الأعظم ؟
الإجابة الحقيقية والحاسمة عن هذا السؤال , هي بيد هذا الكم المليوني من السواد الأعظم من العراقيين , فمتى تحلّ لحظة الحسم للإجابة الشافية ؟؟ .
https://telegram.me/buratha