المقالات

الفساد + الإرهاب = الإمبريالية

839 18:07:56 2015-05-07

إنها شبكة من الجريمة المنظمة التي تقف على هرم رأس المال في العالم.. من أولوياتها الهيمنة المطلقة على العالم، و الحيلولة دون بلوغ أي قوة أخرى إلى درجة المنافسة والندّية، وتبرر لنفسها استخدام أقذر الوسائل والأساليب لتحقيق هذه الغاية، تتخفى خلف منظومة قيّمية، تحت مسميات الحرية الفردية وحقوق الإنسان والمساواة والديمقراطية وحقّ تقرير المصير للأقلّيات القومية، وحرية المعتقد واقتصاد السوق الحر وحرية انتقال رأس المال وحرية الهجرة وتنقل السكان وفتح الأسواق أمام التجارة العالمية وحرية توريد المواد الخام والطاقة..

في الوقت الذي تصارع في سبيل تجريد الإنسان من التزاماته الوطنية والدينية والقومية، تتخذ من هذه الانتماءات ذريعة للتدخل في دول العالم كافة متى تطلبت مصالحها ذلك، وليس هدفها المحافظة على كرامة الإنسان وقيمه، بل من أجل الوصول بهذا الإنسان إلى مرحلة «اللا انتماء» ، لأن هذه الصراعات التي تفتعلها، تهلك وترهق المجتمعات إلى درجة إنهم يضيقون ذرعاً بالمبادئ ويفقدون الثقة بها، و شبكة الجريمة الإمبريالية هذه تستخدم في صراعها الوسائل المنحطة كافة من أمراضٍ وبائية وفتنة طائفية وعرقية ومجاعة وحصار وفساد إداري ومالي وتدخل عسكري ، وعلى الرغم من إن ظاهر المنظومة القيمية للإمبريالية يوحي بمبادئ إنسانية، وهو ما استمرت على ترويجه طيلة فترة الحرب الباردة التي استمرت(45) خمسة وأربعين عاماً، منذُ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولغاية سقوط الاتحاد السوفيتي، وانهيار المنظومة الاشتراكية عام  1990، إلّا أنها عندما انفردت بامتلاك مربع القوة من هيمنة إعلامية, وتفوقٍ تكنولوجي , وقدرة عسكرية هائلة, واقتصاد عملاق، كشفت عن وجهها القبيح، ولم تَعُدْ بحاجة إلى عمليات تجميلية, أو إيجاد تبريرات أو إعطاء مسوغات أو البحث عن غطاء أممي، ويكفيها أن تحرّك أي محيط إقليمي باتجاه خلق بؤرة أزمة، لتتدخل بوصفها القطب الكوني الأوحد في العالم الذي تقع عليه مسؤولية استتباب الأمن والسلم العالميين، والمعنية بمعالجة محاور الشر في العالم.أنها المنقذ العالمي( السوبر مان) !! فهيمنت على الكرة الأرضية كما الأخطبوط الذي يلفُّ أذرعهُ حول كرة،

وبالنظر لتكاليف الهيمنة الإمبريالية الضخمة، لجأت لابتزاز دول العالم المتقدم ودول «البترو دولار» في تمويل وتغطية هذه الكلفة، وترويض منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتنفيذ إرادتها، ومتى ما وجدت انعدام الرغبة أو الاستجابة عند أي من الدول الحليفة، أو محاولة للتقاطع مع مصالحها، حرَّكت فصائل وألوية المافية المنتخبة والمدرّبة والمجهزة والمنتقاة من سجون العالم كافة، ومن عتاة المجرمين، ممن تلفظهم البؤر الساخنة في العالم، و ممن أدمن الجريمة وقطع بها شوطاً بعيداً، وتقطعت لديه الوشائج الأخلاقية كافة التي أجريت عليها عمليات تكوينية، لسلخ أية بذرة  أخلاقية موجودة لديها، لكي لا تتوانى عن ارتكاب أفظع وأحقر الجرائم، ممن لا يقدم عليها المقاتل السوي الطبيعي تحت سيطرة شبه آلية متجردة من الشعور الإنساني التي تبدو عليه من الناحية الخارجية، لتجعل مختلف دول العالم، ساحة للعمليات الإرهابية بما في ذلك أراضي حلفائها, بل في داخل أميركا نفسها، وقد اتضح أنها تقف خلف أبشع الجرائم التي ارتكبت في العراق وسوريا ودول الربيع العربي، وأدَّت إلى تدمير البنية التحتية والاقتصادية والعسكرية وبتمويل «البترو دولار» الخليجي، دون أن تخسر أمريكا سنتاً واحداً,  كما أنها في بحث مستمر عن الكفاءات العلمية في العالم، بُغية شرائها أو احتوائها، وإذا تعذَّر ذلك قتلها .أخذت الإمبريالية تقطع الطريق أمام القوى الاقتصادية العالمية، بافتعال الكوارث الاقتصادية (كما حصل للنمور الآسيوية عام 1997التي تسبَّبت لها بخسائر بلغ حجمها (700) سبعمائة مليار دولار بالإضافة إلى حركة النزوح الهائلة التي حدثت لرؤوس الأموال لخارج البلاد) ، وهي تقف خلف الكوارث الوبائية مثل انفلاونزا الطيور والخنازير وجنون البقر والأيدز والإيبولا، وتحقّق من ذلك عدّة أهداف، منها تحقيق خسائر مادية للمنافسين، أو جزء من عملية تجارب مختبرية، أو تسويق لأدوية مضادة لهذه الأوبئة، بُغية تحقيق أرباح مادية، وهي تتَّخذ من شعوب الكرة الأرضية برمتها فئران مختبرات للتجارب، سواء على صعيد تجربة الأسلحة الجديدة التي تنتجها, وتعمد إلى إشعال فتيل الحروب العسكرية في العالم، لامتصاص النمو الاقتصادي متى ما وجدت في هذا النمو خطراً على صدارتها، ولتسويق أسلحتها المدفوعة الثمن من قبل أوروبا ودول «البترو دولار»، وأخذت الإشكاليات الأمريكية الكونية على مستوى العالم تبرر وتشرعن بشكلٍ لا يعيرُ أهمية للرأي العام العالمي، فبدلاً من أن تبحث عن مدافن سرية لمخلفات اليورانيوم في الأصقاع البعيدة من الكرة الأرضية، قامت بإعادة تدويرها وتصنيعها على شكل قنابل، استخدمتها على نطاق واسع في العراق وأفغانستان، وربّما في أماكن أخرى،

وتسببت بأمراض سرطانية على نطاقٍ واسع، وقد عمد النظام الإمبريالي مستغلاً الثورة الإعلامية وثورة الاتصالات إلى دفع دول العالم لتقليد الأنماط الاستهلاكية في الدول الرأسمالية، وجعلها ثقافة عالمية، لامتصاص السيولة النقدية في العالم، ولضمان دورة عجلة الإنتاج في الدول الصناعية الرأسمالية، وأشد ما يشغل اهتمام أمريكا هو امتصاص الفائض النقدي للدول المصدّرة للبترول وبشكلٍ دوري من خلال صفقات التسليح، أو تمويل الحروب التي تخوضها أمريكا، أو خلق أزمات اقتصادية تستفرغ احتياطياتها من العملة، وقد ساعد مبدأ حرية انتقال رأس المال إلى غضّ النظر عن الأموال المشبوهة المهاجرة إلى أمريكا والدول الرأسمالية، وهذا ما لمسناهُ بشكلٍ واضح وشجَّع على الفساد المالي في العراق، بالرغم من إمكانيات أمريكا في مراقبة حركة رؤوس الأموال، إلّا أنها لا تفعّل إجراءاتها ضد الفاسدين، بل ضدّ الدول والأشخاص الذين لا يدورون في فلكها، كما أنها تتخذ من الفساد المالي مورداً مالياً لتمويل  الأعمال الإرهابية التي تقف ورائها  ، ولم تعرْ أمريكا أي اهتمام للتقارير البيئية العالمية التي تؤكد أنها المسبب الرئيس للاحتباس الحراري، الناتج من انبعاث الغازات الكربونية، وما نتج عنها من متغيرات مناخية وطبيعية، وارتفاع في درجة حرارة الكرة الأرضية، وتسبَّب في ثقب الأوزون، وذوبان الثلوج في القطب الجنوبي، ومن الجرائم التي ابتدعتها الإمبريالية الأمريكية، سياسة الحصار الاقتصادي، وهي تعلم إن هذه الجريمة الإنسانية التي تؤدي بحياة الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء لا تطال السلطات في تلك الدول، وقد ساعدت الفلسفة «البراﮔماتية» وفلسفة الاقتصاد الحر التي تتعامل مع شؤون الحياة بآلية بحتة.. لا تضع الإنسان هدفاً لمسعاها، بل تضع الربح والخسارة مقياساً لنجاح فكرتها، حتى لو طالت هذه الفائدة أنبل المشاعر الإنسانية .

أعطى مبرر الربح شرعنة للأفلام الإباحية والمضاربات والمقامرات والمراهنات وتجارة المتعة الجنسية وتجارة الأسلحة  والمخدرات والأعضاء البشرية، وهذه الوحشية لا تقف عند حائل أو قيم أو محددات قانونية أو عرفية أو أخلاقية, لا نقصد التعميم على المواطنين الذين يسكنون في البلدان الرأسمالية أو الدولة الإمبريالية الأمريكية، بل إن هؤلاء أنفسهم فريسة لسيطرة أفراد متجردين من القيود والالتزامات الأخلاقية، ويقف في قمة الهرم المسيطر، رأس المال اليهودي، ونستنتج هنا أن الإمبريالية هي سيطرة رأس المال اليهودي على العالم  . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك