ليس من السهل وضع تعريف دقيق لمعنى الإشاعة؛ لأنها تحمل في طياتها، مفاهيم وتفسيرات لها أغراض عديدة، وهنا يمكن أن نصورها كقطرة الزيت، التي تمتاز بخاصية، الانتشار السريع، حيث تترك اثر من الصعب محوه، و لها تأثير مباشر في صنع قضية رأي عام، ربما يربك الجمهور وأضعاف الخصم. الرأي العام؛ هو محصلة أراء أفراد المجتمع، التي توصل أليه الناس، إزاء قضية ما، تؤثر في مصالحهم ويحتدم فيها الجدل والنقاش، وبتماس مباشرة بقيمة الفرد و المجتمع، وتتُجمع في النهاية على هدف تتقاطع فيه، مختلف الجهات المتخاصمة مهما تعددت أرائها وغاياتهم.
إن ما يحصل اليوم، من مزاعم مجزرة الثرثار، واستشهاد عدد من أبناء القوات المسلحة، و الحشد الشعبي المبارك هناك، هي بحد ذاتها شائعة سوداء، افتعلها بعض الساسة، من الذي خسروا مناصبهم، مما أجبرت قيادة الجيش الى أن يظهروا على التلفاز، ليدلوا بتصريح، ربما يفند الأكذوبة، او هي حقيقة ساعد على تأكيد الشائعة، وجعلها حقيقة او اقرب أليها.
تختلف الشائعة، باختلاف فن صياغتها، ومصدرها؛ لكنها تعطي معنى واحد، حيث يمكن أن تعكس تحركات الرأي العام، وقياس مستوى النضج، الذي يصل أليه الشارع, والشائعات في نهاية مطافها تخلق رأي عام نوعي، ما لم يكن موجود من قبل، حول موضوع معين.
اليوم بعد الإفلاس السياسي لبعض القوى، الذي يحاول بعض المتصيدين منهم بالماء العكر،وضع العصا في عجلة التقدم، لترمي بالأكاذيب، لنيل من عزيمة القوات الأمنية، و ما أحرزته من نصر، بعد دحر جرذان "داعش".
إن ما يجرى في الساحة السياسية وساحات الوغى خلال الحرب على "داعش"، ما هو إلاّ حرب إعلامية، من ساسة الدواعش، و من ارتبطت مصالحهم بهم؛ من أجل كسر معنويات جيشنا، و التغطية على الانتصارات، والبطولات التي سطرها أبطال الحشد المبارك شعبنا، إن المرحلة المقبلة تتطلب توحيد الصفوف، والرد على أعداء العراق، بالصبر والثبات، و أخذ الحيطة والحذر من الشائعات، التي يُطلقها أعدائنا، الذين يلهثون وراء مصالحهم الضيقة.
من خلال أطلاق الشائعة يحاولون أرباك الشارع العراقي، هذا و ذهب بعضهم، يدعوا الجيش الى التراجع وترك أماكنهم، بيد أن الساحة القتالية، في جبهات القتال تشهد صمود، من قواتنا المسلحة، وان الصور التي نشرتها "داعش" حول جثمان الشهيد قائد الفرقة الأولى، هي صور كاذبة، حيث عثر على جثمان الشهيد، وهي موجودة في بغداد! وحسب المصادر الأمنية، إفادة أن الشهيد القائد تعرض الى عملية، تفجير عربات كبيرة، ولكنه استطاع أن يصمد وقاتل الأعداء الى أن استشهد.
هناك مقولة يداولها عامة الناس "حدث العاقل بما يليق فان صدق فلا عقل له"، لهذا فان مواقع التواصل الاجتماعي، تعج بالا معقول، لتأجيج الشارع بأكاذيب المفلسين، التي لا تنطلي على الشعب العراقي، حيث بات يفسر الكلمات ما بين السطور، هنا يقتضي جمع المعلومات التي تطلق على شكل إشاعة، يجب تحليلها، وتحديد أبعادها وأعماقها، لنتمكن من تجاوزها ومواجهتها.
الشائعات هي أشبه، بالمعادلة الكيميائية المتكونة، من عنصرين لتكوين المحاليل والمواد الخطرة على الصحة، فعند تفكيك تلك المعادلة، وتحليلها الى عناصرها الأولية، تظهر حقيقة تلك العناصر الطبيعية، وكذلك الشائعات، على الإعلاميين والساسة و شيوخ العشائر والوجهاء و الباب القوم، التعامل بحرفية ودقة عالية، لتفكيك الشائعة الى عواملها، واستخلاص المعلومة الصحيحة، وتمييزها عن دسائس الخبث والشيطان.
https://telegram.me/buratha