المقالات

الشائعات ودورها في صنع الرأي العام

1369 01:12:57 2015-05-03

ليس من السهل وضع تعريف دقيق لمعنى الإشاعة؛ لأنها تحمل في طياتها، مفاهيم وتفسيرات لها أغراض عديدة، وهنا يمكن أن نصورها كقطرة الزيت، التي تمتاز بخاصية، الانتشار السريع، حيث تترك اثر من الصعب محوه، و لها تأثير مباشر في صنع قضية رأي عام، ربما يربك الجمهور وأضعاف الخصم. الرأي العام؛ هو محصلة أراء أفراد المجتمع، التي توصل أليه الناس، إزاء قضية ما، تؤثر في مصالحهم ويحتدم فيها الجدل والنقاش، وبتماس مباشرة بقيمة الفرد و المجتمع، وتتُجمع في النهاية على هدف تتقاطع فيه، مختلف الجهات المتخاصمة مهما تعددت أرائها وغاياتهم.

إن ما يحصل اليوم، من مزاعم مجزرة الثرثار، واستشهاد عدد من أبناء القوات المسلحة، و الحشد الشعبي المبارك هناك، هي بحد ذاتها شائعة سوداء، افتعلها بعض الساسة، من الذي خسروا مناصبهم، مما أجبرت قيادة الجيش الى أن يظهروا على التلفاز، ليدلوا بتصريح، ربما يفند الأكذوبة، او هي حقيقة ساعد على تأكيد الشائعة، وجعلها حقيقة او اقرب أليها.

تختلف الشائعة، باختلاف فن صياغتها، ومصدرها؛ لكنها تعطي معنى واحد، حيث يمكن أن تعكس تحركات الرأي العام، وقياس مستوى النضج، الذي يصل أليه الشارع, والشائعات في نهاية مطافها تخلق رأي عام نوعي، ما لم يكن موجود من قبل، حول موضوع معين.

اليوم بعد الإفلاس السياسي لبعض القوى، الذي يحاول بعض المتصيدين منهم بالماء العكر،وضع العصا في عجلة التقدم، لترمي بالأكاذيب، لنيل من عزيمة القوات الأمنية، و ما أحرزته من نصر، بعد دحر جرذان "داعش".

إن ما يجرى في الساحة السياسية وساحات الوغى خلال الحرب على "داعش"، ما هو إلاّ حرب إعلامية، من ساسة الدواعش، و من ارتبطت مصالحهم بهم؛ من أجل كسر معنويات جيشنا، و التغطية على الانتصارات، والبطولات التي سطرها أبطال الحشد المبارك شعبنا، إن المرحلة المقبلة تتطلب توحيد الصفوف، والرد على أعداء العراق، بالصبر والثبات، و أخذ الحيطة والحذر من الشائعات، التي يُطلقها أعدائنا، الذين يلهثون وراء مصالحهم الضيقة.

من خلال أطلاق الشائعة يحاولون أرباك الشارع العراقي، هذا و ذهب بعضهم، يدعوا الجيش الى التراجع وترك أماكنهم، بيد أن الساحة القتالية، في جبهات القتال تشهد صمود، من قواتنا المسلحة، وان الصور التي نشرتها "داعش" حول جثمان الشهيد قائد الفرقة الأولى، هي صور كاذبة، حيث عثر على جثمان الشهيد، وهي موجودة في بغداد! وحسب المصادر الأمنية، إفادة أن الشهيد القائد تعرض الى عملية، تفجير عربات كبيرة، ولكنه استطاع أن يصمد وقاتل الأعداء الى أن استشهد.

هناك مقولة يداولها عامة الناس "حدث العاقل بما يليق فان صدق فلا عقل له"، لهذا فان مواقع التواصل الاجتماعي، تعج بالا معقول، لتأجيج الشارع بأكاذيب المفلسين، التي لا تنطلي على الشعب العراقي، حيث بات يفسر الكلمات ما بين السطور، هنا يقتضي جمع المعلومات التي تطلق على شكل إشاعة، يجب تحليلها، وتحديد أبعادها وأعماقها، لنتمكن من تجاوزها ومواجهتها.

الشائعات هي أشبه، بالمعادلة الكيميائية المتكونة، من عنصرين لتكوين المحاليل والمواد الخطرة على الصحة، فعند تفكيك تلك المعادلة، وتحليلها الى عناصرها الأولية، تظهر حقيقة تلك العناصر الطبيعية، وكذلك الشائعات، على الإعلاميين والساسة و شيوخ العشائر والوجهاء و الباب القوم، التعامل بحرفية ودقة عالية، لتفكيك الشائعة الى عواملها، واستخلاص المعلومة الصحيحة، وتمييزها عن دسائس الخبث والشيطان.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك