عندما انهارت المؤسسة العسكرية بعد غزو الموصل وتسليم مفاتيح هذه المدينة على طبق من ورد الى النواصب والكفرة والتمهيد لهم لغزو العراق باكمله , كان لزاما على المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ان تتخذ قرارا لمنع هذا العدوان وايقاف حدوده بل لطرده خارج البلاد واراحة العباد من شره.
فجاءت الفتوى الخالدة في الوجوب الكفائي للجهاد فهبت الملايين من ابناء هذا الشعب الى سوح القتال ملبين دعوة نائب الامام المهدي (ع) للدفاع عن البلد والمقدسات فتشكل جيش عقائدي قادته رجال وجنود المرجعية الدينية بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق .
فبدا هذا الجيش يزحف باتجاه العدو الناصبي فحقق الانتصارات تلو الانتصارات وارجع المناطق التي سلبت واعاد العزة الى اهلها .
وهنا تحرك نفس الطابور الذي سلم الموصل الى النواصب والكفرة لايقاف تقدم قوات الحشد الشعبي بحجج ماانزل الله بها من سلطان تلبية لرغبات اسيادهم من الاستكبار العالمي الذين يريدون العراق ان يبقى متزعزعا خوفا من ان يشكل قوة في المنطقة قبال دول الاستكبار المستعمرة مثل السعودية وقطر وغيرها ..
فلما وصلت قوات الحشد الشعبي الى مشارف مدينة تكريت تعالت الصيحات على ان هذا الجيش طائفي وسوف ينتقم من تكريت واهلها لانهم يعلمون ان شر الفتنة نابع من هذه المدينة التي ماعرف التاريخ لها من حب لاهل البيت عليهم السلام فهي مركز الفتنة الناصبية .
ولكن اتباع اهل البيت عليهم السلام دخلوا تكريت وطهروا ارضها واثبتوا للعالم اجمع عند دخولهم المدينة اروع قيم الوفاء والايثار والتضحية مستلهمين ذلك من سيرة ائمتهم عليهم السلام ومن نهج الرسول الاعظم (ص) فعطفوا على الصغير ورحموا الكبير وصانوا اعراض المدينة وحافظوا على ممتلكاتهم بالرغم من الجرح الماساوي الذي ارتكبته هذه المدينة بحق شيعة الحسين (ع) في ابشع جريمة في تاريخ العراق الحديث وهي جريمة سبايكر.
وهنا احس الاستكبار العالمي بخطر هذا الجيش العقائدي لو دخل الرمادي ثم الموصل معناه ان شيعة اهل البيت عليهم السلام سوف يضعون لهم بصمات في كل بقاع بلاد الرافدين وسوف تكون قوة عقائدية قوية تهدد امن اسرائيل والمنطقة فلابد من موازنة الامور قبل ان يجتاح المد العقائدي بلاد الرافدين وترجح كفة العدل وتنهار كفة الظلم وهذا امر لايليق بالاستكبار العالمي فلابد ان يبقى الكفتان متوازنتان لاجل تسيير مصالحه الشخصية هنا وهناك .
فتدخلت الولايات المتحدة مباشرة بهذا الامر واعلنتها صراحة بمنع دخول قوات الحشد الشعبي الى الانبار على لسان عملائها . فمالذي حدث بعد ذلك؟
لقد توقفت العمليات العسكرية واستعادت النواصب انفاسها لتجمع قواها من جديد وترتب امرها على هذا التطور السياسي الاخير فااشباه الرجال الذين خلقتهم ساحات الاعتصام اعلنوا تطوعهم بدل الحشد الشعبي لتحرير مدنهم !!! انه لامر مضحك لاننا لو رجعنا الى الوراء قليلا وتابعنا الاحداث عندما كانت رايات داعش ترفع في ساحات الاعتصام اما عشائر ورجال الدين في الانبار لم نسمع كلمة واحدة تقول نحن ابرياء من هولاء .
اذن الامر دبر في ليل وسوف يدخل اشباه الرجال الى الرمادي ويحلق الدواعش لحاهم ويتحولون الى مجاهدين مع هولاء وينتهي الامر ولاتراق قطرة دم واحدة وتبقى الارض ممسوكة من قبلهم وتبقى الحدود مفتوحة لكل من هب ودب .
الا يعد قرار ايقاف تقدم الحشد الشعبي قرارا طائفيا فلو كان الامر معكوسا وان الشيعة طالبوا بعدم دخول السنة الى اراضيهم لاسمح الله في حال الغزو لانقلب العالم باسره علينا واصبحنا طائفيون وووووو... الخ .
طبعا ان حلم الادعياء والنواصب وازلام وايتام الاستكبار العالمي لن ندعه يتحقق ابدا لاننا نعلم جيدا ان هولاء يريدون ارجاع العراق الى المربع الاول والمرجعية الدينية قالت قرارها لاعودة مطلقا بل التقدم والخلاص من الاستكبار والهيمنة والحشد الشعبي سوف يكون الدرع الحصين لهذا البلد الجريح وسوف تعيش كل الطوائف والملل تحت ظل هذا الجيش العقائدي بامان فلايذح سني ولايهودي ولامسيحي ولابوذي ولاصابئي بل الكل سوف تنعم بخيمة المرجعية الدينية وعندئذ ستهتز عروش وتطير تيجان لتحل محلها رجال اشداء على الكفار رحماء فيما بينهم فاستعدوا للبلاء فالنصر قادم باذن الله تعالى
https://telegram.me/buratha