منذ سقوط النظام العفلقي في العراق، وبُعَيْد إعدام الرئيس السابق المجرم "صدام" انصبت الأنظار على شخصيات تخلفه، ومنها نائبه عزت الدوري أو ما يُسمَّى عند البغداديين بـ"أبي الثلج" وظل هذا الأخير غامضاً لفترة كبيرة من الزمن، وتضاربت الآراء بين وجوده من عدمه فبعض الأقوال كانت تذهب إلى أنه في اليمن، وبعضها تقول في الأردن، وبعضها تقول في العراق لكن قلة جداً من قالوا: إنه في العراق ويدير خلايا حزب العودة المسمى الجديد لحزب البعث وكانوا يقولون: إنه يدير العمليات المسلحة بنفسه,
وفعلاً تبيَّن أن القول الأخير كان هو الأدقّ وأن كلَّ الشعب كان منخدعا بهذا المهزوم، فكان ظنُّ الشعب عنه أنه مريض بسرطان الدم أو كونه قد مات أو أنه خارج العراق، أما أنه داخل العراق، فهذا غير متوقع ومستبعد جداً، وكان بعض المخدوعين يعتقدون أن خلايا حزب البعث الصدامي ليس لهم مدخلية في العمليات الإرهابية، فكانت تُرمَى على القاعدة و"داعش"، أما البعثية فمبرؤون لدى كثير من أبواقهم الإعلامية كالشرقية والبغدادية اللتين صمتتا عن ذكر أي معلومة أو خبر عن حادثة مقتل هذا النكرة، فكان دفاع هذه الحثالات عن حزب البعث مستميتاً لعلمهم بالأمر، فحزب البعث هو الممول لهم، والشاهد على ذلك وجود جهاز الاتصال الخاص بهذه، أي عزت الدوري، وفيه كثير من أرقام السياسيين ورجال دين وشيوخ عشائر، فهؤلاء حسب ما تسرب للإعلام أنهم قد دفعوا الأموال الطائلة مقابل حذف أسمائهم من قائمة التسجيل والاتصال من جهاز هذا المجرم!
فاليوم وبعد تكشُّف خيوط الجريمة والمؤامرة ومعرفتنا ولو على عجالة على جزء الحقيقة، وليست كل الحقيقة، وأن القاتل قد عرفناه، والمحرض أيضا عرفناه، ومن باعنا أيضا عرفناه، ومن ضحك على ذقوننا طوال هذه السنوات، لكن المشكلة والطامة الكبرى أنه لم يطالب أيُّ سياسي بكشف خيوط المؤامرة، بل على العكس سنشاهد وعن كثب الوساطات تلو الوساطات؛ لتسلم جثمان هذا النكرة؛ ولتكون مزاراً ورمزاً من رموز أنفسنا الوطنية! أين السياسيون الذين انتخبناهم؟ أين هم لماذا هم ساكتون؟ والله لقد تبيَّن لي أن السياسة ماهي إلا كالعاهرة التي تدعي الشرف نهاراً، وفي الليل تبان على حقيقتها الواضحة الصريحة وبلا رتوش، وهذه حقيقة أحزابنا وتياراتنا وحكوماتنا ــ للأسف ــ وإلا ماذا تسمي ذهاب رئيس أعلى سلطة في العراق، أعني رئيس البرلمان سليم الجبوري، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، وكثير من النواب والسياسيين إلى الأردن هذه الأيام تزامناً مع قيام بقايا "نفايات العهد المباد" ومنهم ابنة المقبور صدام مجلس عزاء للهالك عزت الدوري في هذه الأيام، إننا نضع خلفها ألف علامة تعجب وننتظر الإجابة،
وأرجو أن تُـسأل هذه الوجوه التي للأسف تمثلني وتمثل كثيراً وكثيراً من الشرفاء من أبناء بلدي, والتالي أسأل قادة الكتل السياسية أن لا يتهاونوا مع من استباح دماءنا لاسيما أن (رغدة) ابنة المجرم صدام، وكما سُرِّب في الإعلام أنها عرضت مبالغ طائلة؛ من أجل استعادة جثمان المجرم الهالك(عزت الدوري) الذي سُفِّر على أيدي أبطال المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق وبمعية قوات بدر الظافرة التي رصدت تحركات رتل سيارات مشبوه عند تلال حمرين متوجهاً من العلم فسارعت لمعالجته، وبعد ذلك تبيَّن أن ضمن القتلى النافق! عزت الدوري, لذا نناشد المقاومة الإسلامية البطلة بعدم إعطاء الجيفة للحكومة العاهرة أو لأي أحد كان، بل دفنها في أي مزبلة أورميها في النهر وفي الليل دون أن يستدل عليها أحد، وإياكم أن تقعوا في الخطأ نفسه مع صدام المجرم حينما سلمته الحكومة لذويه؛ ليجعلوا له مزاراً ومقاماً , فلا تجعلوا منه بطلاً، وهو عاش ومات كالفأر أو كالجرذ في الجحور وفي الخلسة، فلا تعطوهم الفرصة؛ ليصنعوا من هؤلاء الصعاليك أبطالاً ومن الأقزام عمالقة، فهم ـ والله ـ لم يعرفوا طعمَ البطولة ولم يتذوقوها طوال حياتهم.
https://telegram.me/buratha