حكام: ظالمون، فاسقون، فاسدون، إمتازوا بخسة الطبع، ودناءة النفس، واللؤم والبخل، لم يدر في خلد أحد منهم، إنه سيملك يوما ما، أو يجلس على كرسي الحكم، هم نماذج عديدة، يسجلها لنا التاريخ، لا مقطوعة ولا ممنوعة.
وإليك بعض الأمثلة، منهم: فرعون موسى، قيل عنه، إنه كان بائع بطيخ، ثم عمل أجير في دفن الموتى( دفان)، بعدها تقرب من البلاط الملكي، عن طريق الحيلة والتملق، ثم تزوج إبنة فروعون الوحيدة، وبعد أن مات أبيها، صار هو فرعون( لقب للحاكم أنذاك)، وإدعى الربوبية.
ونموذج آخر، هم أالأمويون، حيث إن جدهم أمية، كان عبد رومي، عند عبد شمس، فتبناهُ وإدعاهُ إبناً له، جريا مع العادة الجاهلية، فأصبحوا أشراف في قريش، ملكوا وحكموا 80 عاما، نتيجة الدسائس والمؤامرت، بعد ان لعنهم النبي( ص)، ووصفهم القرآن بالشجرة الملعونة.
وخذ إليك مثلا آخر: بنو العباس، من أبي العباس السفاح،والمنصور الدوانيقي، الذي كان ذليلا للأمويين، ومتملقا لهم، ويسترحم الناس في الطرقات، أصبحوا ملوك وحكام، دام ملكهم ما يقارب 500عام، لم يكونوا حتى يحلموا بالسلطة.
نموذج معاصر لك أيضا، هو الطاغية المجرم صدام، كيف كان وضيعا ومنبوذا من أهله، فضلا عن مجتمعه، الذي تساط وحكم بالحديد والنار، أو نائبه عزت الدوري، الذي شهدنا مقتله، قبل عدة أيام، على أيدي أبطال الحشد الشعبي، كان مشتهرا ببيع الثلج، ليصبح مسئول كبير.
وعند مجيئ الديمقراطية الحديثة في العراق، تفاجئنا وإذا بالتاريخ يعيد مساوءه، فيأتينا برئيس للوزراء، ليس بذلك الاسم الشهير، ولا العنوان الكبير في حزبه، الذي تفاجأ بأختياره للمنصب، كما يخبر به هو، في لقاء خاص على أحدى الفضائيات، يقول: كنت راكبا في سيارتي، وجاءني أتصال هاتفي، يبلغني بوقوع الاختيار عليّ لمنصب رئاسة الوزراء، فتفآجئت بالأمر.
كما ذكرت مجلة( نيويوركر الأمريكية) هذا ألأمر أيضا، إن السفير الأمريكي، خليل زاده، دعا هذا الشخص على مأدبة عشاء، وسأله: إن كان يفكر أن يصبح رئيساً للوزراء، فقفز مدهوش حين سمع السفير زاده يقول ذلك، (يعني) ما كان يحلم أن يكون كذلك، فكيف تنبأ من الثمانينات بأنه سيقتل صدام، وهو تفاجأ بمنصبه كما يقول؟!
أم كيف تنبأ بقدوم ريح سوداء من سوريا، ولم يتنبأ بسقوط الموصل؟! لست أدري! لعل الوحي أنقطع عنه! أو جبرائيل ( وحاشا) ترك العمل في منظومتهِ الأستخباراتية!
يجب علينا جميعا، أن نأخذ دروس وعبر من التاريخ، ونتعظ بما جرى من قبل، وأن نختار لأنفسنا، حاكم شريف وعزيز في قومه، عُرف بنضاله وجهاده الطويل، ضد الظلم والفساد، وذو جاه ومنزلة رفيعة، وأن لا نترك للوضيع فرصة، يحكم فينا فأن الحقوق كل الحقوق، تضيع في حكمه.
https://telegram.me/buratha