المقالات

عزت وجبار ومله صيهود

1193 23:15:08 2015-04-20

نهض جبار من النوم صباحاً, ليكمل مسيرة العناء اليومية, التي يعيشها هو وعائلته, حمل مسحاته وسار بخطى حافية القدمين تملئها الشقوق وأشواك الـ(عاكول), التي رسمت بساقيه خرائط الجوع والمشقة.

عند الخروج من المنزل تفاجئ جبار بتجمهر اهالي القرية عند منزل الملة صيهود, وعند السؤال عرف جبار بزيارة وزير الزراعة الى المدينة, فألقى جبار مسحاته ونفض الغبار عن دشداشته الوحيدة.

رافق جبار والمله صيهود اهالي القرية, وذهبوا الى مدينة النصر التي تقع شمال الناصرية, والتي يشطرها نهر الغراف الى شطرين, من أجل عرض معاناتهم على مسؤول الزراعة المباشر .

الجماهير تهتف بصوتً عال كعادتها, الوزير يعتلي المنصة والقومية تنفث نيرانها من بين فكيه, جبار ومله صيهود ورفاقهم منتظرين اللحظة المناسبة التي يعلنون فيها عن مطالبهم التي جاءوا من أجلها.

سأل وزير الزراعة- ماهي مطالب أهل المدينة؟ فصاح مله صيهود ومعه جبار بصوت عالي ( سيمات للطبكه- سيمات للطبكه), وماهي إلا ثواني حتى أصبحت سيمات الطبكة هي المطلب الوحيد لأهالي القرية .

سجلت سيمات الطبكة (الدوبه) التي تستعمل للعبور بين ضفتي النهر, كمطلب رئيسي لاهالي النصر, تحت استهزاء واستغراب عزت الدوري وزير الزراعة في سبعينيات القرن العشرين .

فطرة جبار ومله صيهود جعلتهم محل أستهزاء عند الدوري, لانهم لم يطلبوا دوبه جديدة ولا جسراً, بل طلبوا سيمات جديدة بدل السيمات المتقطعه التي تستعمل في سحب الدوبة وهي داخل المياه.

مطلب جبار ومله صيهود كان عن معرفة ورجاحة عقل متميزة, فقد عرفوا بأن عزت ورفاقه لم يكونوا رجال دولة في يوم من الايام, وأن توفير السيمات من قبل الوزير هو ضرب من ضروب الخيال.

من لم يأخذ مطلب السيمات على محمل الجد, لن يستطيع قيادة دولة لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً, ومن يوصل بلاده الى المرحلة التي وصلناها اليوم لا يجب عليه المطالبة بقيادة هذه البلاد من جديد.

اولاد جبار ومله صيهود هم من أخذوا ثأر أبائهم وشهدائهم الذين خلفهم النظام البعثي بقيادة عزت ورفاقه, ليبعثوا برسالة عاجلة لمن يتحالف مع المتطرفين والبعثيين على حساب الوطن؛ أنك على رحيل والعراق باق الى الابد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك