المقالات

بعد إقراره بفشله, هل يعترف المالكي بفساده؟

2328 22:16:04 2015-04-04

في خضم الإنتصارات التي حققتها القوات العراقية بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي, اعترف نوري المالكي رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي بانه سياسي فاشل, الا انه آثر ان يعوّم فشله معتبرا نفسه جزءا من طبقة سياسية وصمها بالفشل بعد ان حكمت البلاد منذ العام 2003.

جاء هذا التعميم في ظل النجاحات التي يحققها رئيس الوزراء الحالي على صعيد استعادة الأراضي التي فرّط بها المالكي لصالح تنظيم داعش الإرهابي. ولذا فإن اتهامات المالكي تهدف الى حرق الأخضر واليابس وجعل المحسن والمسيء في منزلة واحدة. وفي ذلك ظلم وتجنٍّ للعديد من السياسيين الناجحين وفي طليعتهم الدكتور حيدر العبادي.

فالسياسي الفاشل هو ذلك الذي أخذ دوره في الحكم وأثبت فشله, ولاشك بان السياسي الوحيد الذي أعطِي فرصة كافية لإدارة امور البلاد هو نوري المالكي. فرئيس وزراء اول حكومة مؤقتة ألا وهو الدكتور أياد علاوي مكث في منصبه مدة عام واحد, الا انه وبرغم قصر المدة, نجح على صعيد مكافحة الإرهاب, ورغم ذلك لا يمكننا الحكم عليه بالنجاح او الفشل طالما لم يعطى فرصة كافية لإدراة شؤون البلاد. والأمر ينطبق كذلك على خلفه الدكتور ابراهيم الجعفري.

وأما المالكي فهو السياسي الوحيد الذي يمكن القول وبالفم المليان انه فاشل من الطراز الأول. فلقد تربع ثمان سنوات على حكم بلاد تبلغ عائداتها النفطية أكثر 100 مليار دولار سنويا, وحظي بدعم اكبر قوة في الكون الا وهي امريكا وبدعم اعظم دولة اقليمية الا وهي ايران, الا أنه فشل فشلا ذريعا وعلى كافة الصعد, ولم يحقق نجاحا يشار له بالبنان ولو على صعيد واحد. ولقد توج فشله بتفريطه بثلث العراق لحفنة من الأوباش القادمين من وراء الحدود.

سياسي فاشل شخّصنا فشله ومنذ زمن بعيد الا أن مرتزقة المفاسد الإجتماعية دافعوا عنه دفاعا مستميتا تارة باسم العراق وتارة باسم المذهب وتارة باسم العروبة وفي الواقع لم يكن دفاعهم عنهم سوى دفاعا عن الدرهم والدينار من الفتات التي رماها ولايزال يرميها لبعضهم, فهل سيتسمر هؤلاء بالدفاع عن فاشل اعترف بفشله وبالفم المليان. لا شك ان بعضهم سيتسمر في الدفاع عنه, والترويج له وإن كان فاشلا لأن الجميع فاشلون بزعمه ولن ينسحب المالكي من الميدان حتى ينسحب جميع الفاشلين!.

الا ان الإعتراف بالفشل ليس كافيا من سياسي حكم العراق لمدة 8 اعوام, لم يعترف خلالها يوما بإخفاق, بل لم يسمح باستجواب اي من وزرائه واعوانه الفاشلين. وحتى بعد سقوط عدد من المدن العراقية بيد تنظيم داعش الإرهابي, فإنه القى باللائمة على الآخرين تارة متهما اياهم بالضلوع في مؤامرة وتارة بالخيانة وهلم جرا, ولم يوجه لوما لأي من قادته الجبناء الذين هربوا من ساحة المعركة, بل وحتى لم يوجه اللوم لنفسه اثر غضّه النظر عن آلاف الجنود الفضائيين الذين كانوا تحت إمرته. وبرغم أن هذا الأعتراف لايقدّم شيئا جديدا لأن فشله ثابت بالإرقام , الا انه يبقى سيد الأدلة وحجة على من اعمت عطاياه بصره وبصيرته, كما وانه لا تترتب عليه أي آثار قانونية.

لكن الجميع يعلم بأن الفشل والفساد هما من اوصل العراق الى ما وصل اليه اليوم من تراجع. وكلاهما طرفي معادلة , المالكي ركن أساسي فيها. فالفساد ينتج الفشل وعلى كافة الصعد. فعندما يمضي المالكي على صفقات سلاح فاسدة كصفقة الأسلحة الجيكية والروسية والصربية وصفقة كشف المتفجرات, فإن ذلك ينعكس فشلا على الواقع الأمني.

وعندما يوقع المالكي على عقد لإستيراد محطات كهرباء من شركة وهمية فإن ذلك يؤدي الى فشل في توفير الطاقة للمواطن وهكذا, لإن الفساد يولّد الفشل وهو أساس الفشل.

ولذا فان اعتراف المالكي بفشله يعني اعترافا ضمنيا بفساده وعليه ان يمتلك الشجاعة اللازمة للاعتراف الصريح بفساده , وبغير ذلك فإن مسؤولية تقع على عاتق الحكومة العراقية المطالبة بمحاسبته على مبلغ تريليون دولار تبخّرت طوال سنوات حكمه, ولتسقط معه الطبقة السياسية الفاسدة التي أضحت سرطانا يسري في جسد الدولة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك