قبل أن تنتصر الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني، كانت إيران المصيف المفضل؛ لدى ملوك وشيوخ وأمراء الخليج، وكان الشاه يعربد في المنطقة دون أن يسمع من الحكام العرب ما يعكر مزاجه.
حينها كانت الشعوب العربية؛ تعيش حلم القومية وتحرير فلسطين السليبة، وكان الحكام يستخدمون؛ هذه العبارات كلما وجدوا أنهم بحاجة لتصفيق شعوبهم، وكلما شعر احدهم بأن عرشه مهدد بشيء ما، فالمعارض عميل لإسرائيل وضد الأمة العربية المجيدة، وجاسوس للغرب، وبمجرد خطاب يلقيه الحاكم ويزبد ويعربد ضد أعداء الأمة العربية، وضد الرجعية، ويهتف بالقضية المركزية للعرب فلسطين، تحول المعارض أو المعترض، إلى خائن ومرفوض من قبل الشارع.
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تغير الخطاب؛ وأصبح كل من يقول لا، مدفوع من إيران، وأي بلد عربي يختلف مع آخر؛ تكون إيران حاضرة بعمالة احدهما لها، وأصبحت حركات المقاومة للانحراف العربي؛ وللاستهتار الغربي الصهيوني، حركات مدعومة وتعمل لتحقيق أجندة إيرانية، حتى أصبح الجسد العربي يستجيب لهذه الوصفة الجديدة.
اتخذها الحكام علاج جديد ضد كل من يخرج عن طوعهم؛ أو يحاول أن يهدد عروشهم، أو يعارض أو يعترض على موقف ما، على هذا الأساس أصبحت المقاومة اللبنانية، التي حررت جنوب لبنان، ممثلة لإيران وتهدد الأمن القومي العربي، رغم الانجاز الكبير؛ الذي لم تحققه الأمة العربية مجتمعة منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
غدت حماس والجهاد الإسلامي من عملاء إيران، ومدفوعتان من قبلها في الدفاع عن غزة، وان الحصار ضد غزة سببه إيران، بسبب دعمها لحماس والجهاد في مقاومة الاستهتار الصهيوني. بشار الأسد عميل لإيران؛ كونه يقدم الدعم والتسهيلات لحزب الله اللبناني، واستحق لأجل ذلك جمع شذاذ الأفاق من كل أنحاء العالم لتدمير سورية وشعبها.
اليوم بعد أن حاولت اليمن؛ امتلاك قرارها، والتخلص من هيمنة أمراء السعودية، وتحكمهم بمقدرات هذا الشعب، ودعم خونته والمتاجرين به، أصبحت إيران تتدخل بالشأن اليمني وتقدم الدعم لأنصار الله. لذا شنت السعودية وعدد من دول الخليج، واستئجار السيسي، الذي انقلب بالأمس على محمد مرسي الرئيس الإخواني المنتخب، بدعم وتشجيع من السعودية، دون أن تتدخل قطر أو تركيا لإعادة حليفها الإخواني.
أن كان بعض المطبلين لهذه العاصفة الهوجاء؛ يعتقدون أنها سوف تعيد للعرب كرامة؛ نسوها ونستهم منذ عقود من الزمن، فهم واهمون جدا، فقطر ألان تحولت إلى مستعمرة لتركيا، وسوف يتواجد الجيش التركي على أرضها، ردا على احتمال تواجد الجيش المصري في السعودية؛ لحماية حدودها من أنصار الله.
لا يمكن لهذه الأمة؛ أن تتحد أو تتفق، مادام عدائها دائما مع أي نقاط ضوء؛ يمكن أن تعيد لها كرامتها، ومادامت الشعوب العربي مدمنة على الشعارات؛ والمخدرات التي طالما استخدمها الحكام العرب، ونجحت مع هذه الشعوب، أما الحكام أنفسهم؛ فهؤلاء لا يعنيهم شيء، بقدر عروشهم وكراسيهم، ولتذهب الأمة والشعوب إلى الحضيض...
https://telegram.me/buratha