المقالات

البحث عن خيانة..!/ واثق الجابري

1648 10:41:49 2015-03-15

واثق الجابري

وجدت الجواب الشافي لرأي أحد أساتذتي؛ الذي يعتقد أن الرياضيات درس لا يمكن أن تكون النتيجة فيه أقل من 100%، وغير ذلك قد يكون من خطأ غيرمقصود أو غباء؟! ولا يجوز بكل الأحوال التبرير.

إتصلت بأحد أصدقائي زوجتة، وهي لا تتوانى عن إخباره بكل صغيرة وكبيرة، وأبلغته أن أبنه في الثالث الإبتدائي أخذ ثمانية بمادة الرياضيات.

إلحاح الزوجة على زوجها؛ جعله يبحث عن إجابات سريعة تبرر أخطاء أطفاله للهروب منها، ومن عصبيته تصورت عندهم مشكلة في البيت، وهو يحاول إنهاء المكالمة، وهي تُصر على التشعب بالحوار، وأن السبب لأن إبنها مهمل لواجباته، وتقصير الأب في تدرسيه، رغم عودته متأخراً من متاعب العمل، ومضايقات أمه، والمعلم يعاديه، ووو.... لكنه أنهى المكالمة وقال بسيطة سوف أعود وأؤدبه؟!

الأب قال لي أن أبنه لم يخطأ والسبب بالمعلم، وأن جوابه 8+8=6 بسبب خطأ بسيط، والطفل نسى أن يكتب واحد بجانب رقم 6، والمفروض المعلم ينتبه وينبه الطالب ولا يظلمه؟!

الرياضيات بالفعل علم لا يقبل الخطأ، وما علينا إلا حفظ جدول الضرب والقسمة والجمع والطرح، ونعتقد أن اللغة العربية من أصعب اللغات، ولم نسأل أنفسنا لماذا إختارها الباري لغة للقرآن، ولم نتمعن في لغتنا، التي دخلت فيها اللهجات المحلية، وغزتها المبتكرات الحديثة التي عجز العرب، حتى من إختيار أسماء معربة للصناعات الغازية لأسواقنا، وصاروا يسمونها بأسماء يختارها غيرهم.

تحدث العرب كثيراً عن لغتهم، وتفاخروا بقوميتهم، ولهم مثل الدول المتأقلمة جامعة للدول العربية، تطحن في قضاياهم، ولا يسمع سوى جعجة تصدع رأس شعوبهم، ومن كلاسيكياتها أن القضية الفلسطينية يتم تداولها في كل أجتماع؛ على مستوى القادة أو وزراء الخارجية، وهي قضية مركزية لم يجدوا حلوللها، ولا موقف موحد لهم؟!

ماضينا القريب لا يخلتف عن حاضرنا، وما تناقله له أبناءنا يدعونا للتوقف، وهل فعلاً أن المؤامرات هي سبب ضياع أرضنا وتخلفنا، ثم لماذا يتآمرون علينا، أو بالأحرى لماذا يقبل بعض قادتنا خيانة تاريخهم، وشعبهم يهتف لهم بالروح بالدم، ويقدم الدم ولا يجد روح بالدولة، ثم يجد نفسه مبايع من العملاء، من التتر الى داعش؟!

كتبت في طفولتي قصة قصيرة جداً، وكنت أُصور طفل فلسطيني في الأرض المحتلة، وكان وأقرانه العرب يحبون معلم اللغة العربية، وفي عيد ميلاده أستلم هدية من ذلك المعلم، وما أن عاد الى البيت؛ حتى وضعها بين يدي والديه، وإذا بها تنفجر وتقتل الأبوين، ويأخذ الطفل الى السجن، وفي التحقيق إلتقى ضابط المخابرات الإسرائلية، وهو نفسه معلم اللغة العربية؟! وهكذا إعتقادنا منذ الطفولة.

ليست الرياضيات وحدها من لا تقبل الخطأ، ولذلك نستغرب تفوق العالم علينا؛ سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً، رغم أن معظم ثروات العالم من أراضينا؟!

إذا كانت السياسة فن الممكن، وهي ترتبط بكل العلوم؛ فمن الكوارث أن نبرر أخطاء ما تزال تلاحقنا على مر العصور، وإذا كنا نعتقد دائماً بالمؤامرة تلاحقنا، وأن للشعوب مطامع في ثرواتنا؛ فعلينا أولاً أن نبحث عن الخيانة؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك