من أهم سمات الحركة الصهيونية أنها حركة استعمارية عدوانية توسعية استيطانية عنصرية، وتلك الحركة اعتمدت في أول مشوارها على أن تكون عميلة للدول والقوى الأقوى منها حتى تمكنت من أن تتغلغل فيها بوسائل متعددة مثل السيطرة على رأس المال ومراكز النفوذ ووسائل الإعلام ولا تتورع عن استخدام كل الوسائل والطرق فالغاية لديهم تبرر الوسيلة، إذاً تلك الحركة كانت عبارة عن عميل يخضع للقوى الاستعمارية ويستمد وجوده منها، أما اليوم فإن الأمر أصبح معكوسا. كما يمكن تعريف الحركة الصهيونية أيضاً بأنها عبارة عن سياسة تعصبية هدفها إقامة دولة إسرائيل في أرض فلسطين، وذلك على أساس تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة من أجل السيطرة لإقامة دولة إسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات وربما تمتد إلى أبعد من ذلك نتيجة لوجود منابع النفط والثروة في الخليج. إن الصهيونية لن يقر لها قرار ولن تغمض لها عين حتى يحل بالعرب ما حل بالهنود الحمر في أمريكا إن لم يتداركوا أنفسهم ويستيقظوا على هول التقسيم التي تنفذه ضدهم والتي يجب أن لا تقابل بالاستنكار والشجب واللجوء إلى مجلس الأمن وغيرها من وسائل العجز.
بل يجب أن تقابل بتحالف مضاد قادر على إحباط التقسيم وإجهاضه على المستوى الفردي والجماعي للدول كل حسب إمكانياته حفاظاً على المصالح الإستراتيجية للأمة بعيداً عن منزلقات الشعارات والمهاترات والتهديد والوعيد الأجوف، ولكن من خلال استخدام القوة الكامنة في وحدة الكلمة ووحدة الأمة فهم لا يستطيعون المواجهة مع الجميع، ولكنهم يستطيعون أن يستفردوا بكل دولة على حدة وتحييد بقية الدول حتى يصل إليهم الدور المشئوم.. أن ما يحدث اليوم على أرض العراق وما هو معد لسوريا ناهيك عن المخطط الذي يشمل بقية دول المنطقة والتي لازالت تعلق الآمال على من لا أمل من ورائه . لقد استفادت الصهيونية من بعض المنحلين المنحرفين الذين يدعون الإسلام في العالم والذين يمارسون الفساد ولا يملكون قيما أو مبادئ أو أخلاقا ومن خلالهم يتم نشر الأفكار الهدامة وتدمير المعنويات الدينية والأخلاقية للشعوب وإشاعة الفساد والانحلال ونشر خلايا الفساد .فقد أعتبر أحد الخامات أن داعش حاميا لليهود وسلطها الرب كما زعم على الدول والأمم التي تريد السيطرة على أرض إسرائيل ،
والحقيقية هي ولادة صهيونية تكونت ودعمت لتنفيذ مخططاتها الصهيونية في المنطقة وبالخصوص الدول العربية التي تعتبر دول المواجهة مع إسرائيل القريبة من إيران .فأوجدت داعش من اجل تدمير البني التحتية لهذه الدول وإشغالها في حروب أهلية مستمرة لاستنزاف مواردها وعائداتها وإبقاء المنطقة تحت بركان من النار . فأنهم مهما خططوا وتأمروا لا يستطيعوا أن يحققوا مأربهم الصهيونية الدنيئة لان الشعوب عرفوا تلك المخططات عدا بعض حكام العرب الذين يسرون في ركب الصهيونية العالمية فان المخطط سوف يشملهم أجلاً أم عاجلاً ويندمون على فعلتهم . أن كل ما يحدث في المنطقة العربية ليس سببه الإسلام ، بل استغلال الصهيونية اسم الإسلام لتشويهه من خلال إيجاد حثالة من المرتزقة بتنفيذ مخططاتها ومؤامراتها بإنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) ودعمها بكل السبل المتاحة وعدم السماح بإسقاطه ، لان ( داعش ) بن الحركة الصهيونية ، ولكن القوى الخيرة سوف تقضي على داعش ومن يدعمه ، ويعلو النصر بأذن الله تعالى .
https://telegram.me/buratha