بعد عام 1991، طور البعث المجرم سياسته الوحشية، باستخدام سياسية التفرقة، وإثارة الفتن وقبل كل تلك الحروب الذي افتعلها بدون مبرر، أقدم على تغير ديمغرافية البلاد، كما عمل جهاز قمعي متشكل من "فدائي صدام وأشبال صدام" ليقوم بأعمال كما يفعلها اليوم "داعش" من ذبح وقتل وتدريبهم على الأحزمة الناسفة، كما انتعشت الحركة الوهابية وبلغت ذروتها في تلك الحقبة.
اليوم و بعد2003، وبداية الحكم الديمقراطي، وكتابة أول دستور عراقي دائم للبلاد، سارت العملية السياسية المتشكلة من السنة والشيعة والكرد وبعض المكونات والأقليات الأخرى، ألا أن شهد البلاد ظهور الحركات الوهابية المتطرفة، بالتعاون مع البعثيين وفدائي المجرم صدام والفصائل المسلحة المدعومة من اسرائل، لإنتهاك حقوق الإنسان كما فعلوها في حقبة حكمهم الملعون، و لعرقلة مسير العراق الجديد، بعدما افرز تهم العملية السياسية خارج جسدها.
بعد أكثر من عقد على محاربة الإرهاب، ما أن عجزت الأجهزة العسكرية عن ذلك؛ بسبب فساد بعض قياداته العليا، حتى كاد يغرق البلد بمستنقع "داعش" في العاشر من حزيران لعام 2014، بعدما سيطرة تلك العصابات، على ثلث من مساحة البلاد، حتى صدور فتوى "الجهاد الكفائي" لتعيد الموازين لوضعها الصحيح، وتقطع خارطة الطريق بتوجههم الى بغداد.
اليوم وبعد الانتصارات التي أحرزها المتطوعين من أبناء الحشد الشعبي، في تقدم واضح وملموس، الذي أثار حفيظة الغرب المحرك الرئيسي لتلك العصابات الإجرامية، مما دع الأمر الى تدخل القوات الأمريكية عبر التحالف الدولي لمحاربة "داعش" للحفاظ على دميتهم في ألعوبتهم القذرة.
بعدما شعرت أمريكا أن يدها الضاربة "داعش" تكاد تقطع، بعد تحرير أراضي كان تحت سيطرت العصابات الإجرامية، أقام الطيران العسكري للقوات الأمريكية، بإنزال مساعدات، وهبوط لمروحيات لها، في بعض المدن الساخنة، وكل ذلك دليل أن القضاء على "داعش" بات وشيك.
تحدثت القيادة الأمريكية مؤخرا، عن هزيمة لعصابات ما يسمى دولة العراق والشام الإسلامية، في تقرير نشر على المواقع الالكترونية، أن القضاء عليهم يستغرق خمس عشر سنة!
ستة أشهر من القتال، حقق مجاهدي الحشد الشعبي، نتائج لم تتمكن دول وأنظمة من إحرازه، العلم أن المجاهدين لا يمتلكون، سوى الأسلحة البسيطة والشخصية لهم، بذلك قلبوا المعادلة وأصبحت المبادرة بيد القوات الأمنية العراقية، وان هزيمة مجرمي "داعش" باتت وشيكة، وأسرع مما يريد ويرغب الأمريكان، فإيمان متطوعي الحشد الشعبي، تغلب على أسحاركم.
https://telegram.me/buratha