المقالات

الأقليم والمركز: الجلوس على جمر علاقة غير مستقرة..! قاسم العجرش

1510 12:04:04 2015-02-05

قاسم العجرش

بالرغم من أن وضعا جديدا يسود العراق اليوم، قوامه توجه معظم الفاعلين السياسيين نحو التهدئة، وخفض حدة نبرات أصواتهم، وبالرغم من  التصريحات  المطمئنة، بشأن العلاقة بين أقليم كوردستان والحكومة المركزية، أو بين التحالف الوطني وبين التحالف الكوردستاني، إلا أن الشارع العراقي، يشعر أن لهذا الهدوء خاتمة ليست سعيدة، فغالبا ما تسبق العواصف أجواءا ساكنة!

الشارع العراقي الذي نعنيه، ليس الشارع الكوردي، فهذا الشارع يعرف جيدا؛ ما سيؤول اليه مستقبل إقليم كوردستان، وهو يسير مع قيادته بثبات نحو ذلك المستقبل، وسيصلون الى محطة يحذفون فيها كلمة "أقليم"!

الشارع غير الكوردي ليس متفائلاً من النتائج! وهذا رأي تقوله كثير من الفعاليات السياسية والأجتماعية، ونراه مبثوثا هنا وهناك، وقد بلغ حد الشياع!..وليس ثمة حرج من طرحه في الإعلام، لأن طرحه "مصلحة" وطنية، لجهة وضع النقاط على الحروف، ولجهة تبيان الحقائق..

فالذي بات ليس خفياً؛ أن كثيراً من القوى الكوردستانية، قد أدارت ظهورها للعراق الموحد، وذلك ما يصرح به المسؤولين الكورد؛ وبلا إنقطاع، كما أنه بات من أدبيات الثقافة والإعلام الكورديين،  بل أصبح وسيلة يلجأ اليها أي كاتب كوردي، ليثبت من خلالها "كوردايتيته"، والكاتب الكوردي الذي لا يتحدث عن الإنفصال، ينظر اليه اليوم في أربيل  بإزدراء!

هذه الآراء والكتابات؛ لا تعبر عن آراء فردية، تقال في أجواء الديمقراطية، بل أنها بالحقيقة منهج لحقن الرأي العام، بمطالب القيادات الكوردستانية، وطموحاتهم بدولة مستقلة..

ويعزز هذا المنهج، أن القيادات الرسمية الكوردستانية، عندما تجري مباحثات مع المركز في بغداد، حول قضية ما، فإن أجواء المباحثات، تعطي إنطباعا بأنها بين دولتين، وليس بين جهتين عراقيتين داخليتين!

في هذه الأجواء؛ لم يخرج مسؤول كوردي رسمي بمستوى رفيع، ليطمئن العراقيين بأن إقليم كوردستان، هو "جزء" ثابت في "كل" هو العراق، وأن الأصوات التي تنادي بالإنفصال لا تعبر إلا عن وجهة نظر أصحابها! وأن يقولوا ما يطمئن الشعب العراقي، وقواه السياسية الوطنية، الى أنهم ماضين في طريق بناء العراق، الواحد الموحد الفيدرالي، وفقا للأطروحة الديمقراطية، وأن الإختلافات ليست أكثر من إختلافات على الآليات، لا أختلافات بالجوهر..

إن العراقيين من غير الكورد، يجلسون اليوم على جمر علاقة ليست مستقرة، مع شركائهم الكورد، و لذلك يتعين على القادة الكورد، أن يعلنوا ما يريدون صراحة، وإن كانوا راغبين بعراق موحد، فإن عليهم  الإعلان  عن أن علاقة التحالف الوطني مع التحالف الكردستاني، هي علاقة إستراتيجية، ولن تتفكك كما يراهن بعض المتصيدين بالمياه العكرة، وان التفاهمات بينهما مدعمة بتضحيات ودماء مشتركة، وليست تفاهمات واستحقاقات ومكاسب مادية.

 أن الحركة الكوردية؛ من أهم أركان التحالف التاريخي بين القوى الوطنية العراقية، وهي التي ساهمت مع تلك القوى بنحو فاعل، لإسقاط نظام الطغيان الصدامي، وأن الكورد أصحاب حق في هذه الأرض أسوة بإخوانهم من باقي المكونات.

كلام قبل السلام: ثمة من يسبحون في إتجاه السفينة، وثمة من يضيعون وقتهم في إنتظارها..!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك