في أوقات المصاعب والمحن تظهر معادن الرجال الحقيقية وتتساقط الأقنعة، وبعد الـ2003 لم نمر بمحنة كإحتلال جرذان الصحراء (داعش) لثلث البلد .
رغم المآسي التي حدثت ومرارة الخيانة، ألا أن هذه المحنة أظهرت عمق حضارة وادي الرافدين وتماسك الشرفاء من أبنائها، فبعد إنهيار الجيش وتساقط الرتب الرنانة كأوراق الخريف، برزت شخوص من الجيش ومتطوعي المرجعية كالنجوم في السماء، لا يمكن أخفاء توهجها مهما أشتد الظلام.
نذكر منهم ضابط عصامي من عائلة فقيرة كادحة أستطاع إكمال دراسته العسكرية والحصول على الماجستير، وأثبت للجميع أن الغنى ليس بالمال ولكن الغنى غنى النفس، فرتبته ودرجته العلمية أستحقها بعمله الدءوب وليس بالتملق والتصفيق لأحد قادة الصدفة.
ما أن علم المقدم الركن علي سعدي النداوي أن أرض العراق دنستها أقدام أجنبية نجسة حتى ترك طلابه في كلية الأركان، وألتحق بالركب الجهادي ضد داعش، وأشتهر بخطبه الرنانة التي كانت تحاكي غيرة الجند وتحثهم على القتال، حتى لقب بأبو الغيرة.
يقال أنه باع منزله في الآونة الأخيرة وأعطى المال إلى المحتاجين من جنوده بعد تأخر رواتبهم، أصيب بثلاث طلقات غادرة فسقط شهيدا والإبتسامة تعلو وجهه، كأنه يخطب بجنوده للمرة الأخيرة بدون كلام "فلا نامت أعين الجبناء".
هذا النموذج المشرف يقابله نموذج آخر مرد على التآمر والخسة، بدأ تآمره على النجف ومرجعيته الرشيدة فشجع الحركات الدخيلة ودعم دعاتها أمثال الصرخي، وتآمر على أهله وتسبب بمقتل وتشريد الآلاف منهم طمعا في السلطة، فساهم بدخول داعش وهرب من المسؤولية بعد وصولها الى مشارف بغداد.
كان الكل مشغولا بتلبية نداء المرجعية وصد هجوم برابرة العصر، بينما أنشغل هو بتهريب أموال العراق إلى خارج البلد، فتسبب بأزمة خانقة مع علمه بحاجة العراق إلى الأموال بسبب الحرب القائمة ،وأستمر التآمر فمن الدعوة إلى مظاهرات مليونية، إلى المطالبة بتقسيم العراق، ومن ثم أثارة الإشاعات والفتن لإحباط المجاهدين، حتى أصبح اليوم يسعى إلى قيادة متطوعي المرجعية!
قد يكون الموضوع سرقة لإنتصارات أبو الغيرة وزملائه الشهداء والمجاهدين، أو تآمر جديد عليهم مستخدما المال المسروق أصلا من العراق، والوعود والإتفاقات السرية مع دول الجوار للضغط على بعض قادة فصائل المقاومة للقبول به قائدا، وهم أن فعلوا سيخسرون رجالهم في الميدان، فعادةً لا يقاتل المجاهد دفاعا عن شرف عاهر.
نعم أنها ثلاث طلقات يا أبو الغيرة تريد استهداف صدرك من جديد ،أنها فساد وجبن وخيانة، أطلقها من مرد على الإتجار بدماء الشهداء، ولكن قسما بدماء الشهداء التي روت أرض العراق، قسما بصرخات الأرامل وبكاء الأيتام، لن نسمح لجبان أن يحشر أسمه بصفحة الأبطال.
https://telegram.me/buratha