هناك جملة من المفاهيم الخاطئة، تعود عليها الشعب العراقي، منها أن الشهادة الدراسية هي وسيلة ارتزاق، وأيضا الحكومة ملزمة بالتعيينات، وبتقديم كل الخدمات مجانا للمواطن، ومع نقص العقليات الاقتصادية، و تسييس الاقتصاد، ظل العراق يعاني من الضياع الاقتصادي، والضعف السياسي، بالرغم من الثروات والإمكانات الكبيرة المتوافرة.
اليوم يشتد الصراع بين المتخاصمين إقليميا ودوليا، حيث كل الأسلحة مباحة ، دخل النفط الحرب، ليكون العراق الصديق مع الجميع تقريبا، احد ضحايا هذا الصراع، وهاهي ميزانية العراق تتعسر ولادتها، وان ولدت فهي ميزانية شبه وهمية، لا يمكنها أن تقدم شيء للمواطن.
يعتبر المختصين ما يحصل اليوم، فرصة تاريخية، لتغيير المنهج الاقتصادي في هذا البلد، لوجود عقلية اقتصادية كبيرة، تمسك مفصل النفط هو السيد عادل عبدالمهدي، الذي سوف تمنحه الأزمة فرصة، لوضع أسس صحيحة للاقتصاد، بعيدا عن المزايدات والشعارات، التي عاش عليها هذا الشعب ردح من الزمن، تعززت من قبل بعض الأحزاب والتيارات، التي لا تفهم من عمل الدولة، إلا تلبية رغبات الجمهور آنيا، لأغراض سياسية تتعلق بالانتخابات وغيرها، في أسلوب يشبه من يترك مريضا، يعيش على الوهم حتى الموت، بدون أن يقدم له الدواء لطعمه المر، أو إجراء تداخل جراحي لأنه قد يؤلم.
أن الاقتصاد العراقي يعاني من مرض قاتل، قبل أزمة أسعار النفط الحالية، حيث نعيش مواجهة مع الإرهاب منذ عشر سنوات.
لكن ماذا لو تمكن الإرهاب من العبث، وجند كل إمكاناته وخططه، واستهدف مواقع استخراج النفط، وأنابيب التصدير، وحتى المواني في جنوب العراق، وقد حصل هذا مرات ومرات في شمال العراق، ما هي النتائج؟ وكيف يمكن أن تسير الدولة، وماذا تقدم للشعب، إذا قام الإرهاب بشن حملتين أو ثلاثة على طول السنة؟ من يملك لب وتفكير سليم، يدرك حجم الكارثة التي ستحل. العراق اليوم بحاجة لتقبل الدواء، مهما كانت مرارته، وتحمل التداخل الجراحي مهما كان ألمه، كي يتمكن من بناء اقتصاد معافى، يتمكن من الوقوف بوجه التغيرات مهما كانت صعبة، وأفضل طبيب ممكن أن يقوم بالعلاج، هو عبدالمهدي، والرجل شخص وحذر مما يحصل اليوم قبل سنوات، من خلال عشرات المقالات التي نشرها بهذا المعنى.
تشجيع الاستثمار من خلال بيئة صالحة، ودعم القطاع الخاص بقوة، وخصخصة الكثير من القطاعات الخدمية، التي ترهق كاهل الدولة وتفتح أبواب للفساد، ودعم القطاع الصناعي والزراعي، أطروحات زخرت بها كتابات عبدالمهدي؛ سوف تجعل لمواطن يبتعد عن الوظيفة لدى الحكومة، وسترشق مؤسسات الدولة، سيما وان أغلب دول العالم، تسلك هذا المنهج في اقتصادها، وهي اليوم أمنية لكثير من العراقيين.
أن دعم خطوات الإصلاح هذه، فرصة كبيرة للنهوض، نأمل أن لا يضيعها من لا يفقه بناء الدولة، بشعارات ومهاترات، كادت أن تقتل العراق...
https://telegram.me/buratha