التاريخ حدثنا عن رجل رفض العبودية وسار باتجاه الحرية في طف كربلاء عندما قال الحر الرياحي - والله اني اخير نفسي بين الجنة والنار- هذا الاختيار قد يكون صعب في حياة الانسان عندما يرفض كل الدنيا وكنوزها المادية ويختار الحرية التي قد يكون ثمنها الموت .
لقد اختار الحر الرياحي وبكل اقتدار ان يكون حرا وابيا ويدافع عن سيد الشهداء (ع) ويسير في درب الحرية التي دفع من اجلها حياته ليخلده التاريخ مدى الدهر ويرفع شانه .
واليوم في معركتنا مع داعش نرى رجلا تخرج من مدرسة الامام الخميني (رض) هذه المدرسة التي رفعت شعار( كل مالدينا من عاشوراء) . هذه المدرسة التي تعلم رجالها الاباء ورفض الظلم ومقارعة الظلمة وفق المنهج الذي رسمه سيد الشهداء (ع) .
قد يسال السائل لماذا تكثرون الحديث عن هذا الرجل وان لدينا شهداء كثيرون ؟
الجواب للسائل نقول له ان هذا الرجل اعطانا درسا تعلمه من مدرسة الامام الحسين (ع) يوم ان ضحى بنفسه من اجل بلد غير بلده في سبيل التشيع ورفع راية الامام المهدي(ع).
انه قائد من قادة الحرس الثوري الايراني وبامكانه ان يعيش في منصبه ويتلذذ بنعم الحياة المشروعة , لكنه ترك القيادة والمنصب , وترك الاهل والاحبة وقصد العراق ليكون جنديا تحت لواء الحشد الشعبي العراقي .
في نفس الوقت نرى قادة من العراق قد درسوا في مدرسة الذل والعبودية سلموا ارض العراق الى اشر خلق الله في الارض ليعبثوا في مقدرات العراق وينتهكوا اعراضه مقابل حفنة من الدولارات ودوام السلطة .
هنا نجيب السائل ونقول له ان هذا الشهيد الذي جاء من بلد اخر سال دمه على ارض بلد قادته باعوه فجاء هذا الدم تصحيحا لخيانة فادة هذا البلد .
الا يستحق هذا الشهيد كل التكريم والوفاء والتبجيل ؟
الا يستحي قادة العراق الذين باعوا ارضه وهم يرون هذا المشهد ؟
اليوم الحر الرياحي وجون وعابس جاءؤا من البلاد الاخرى الى ارض العراق ليدافعوا عن شرف العراق .
في الوقت الذي يعيش فيه شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن وحرملة ممن يسمون نفسهم قادة العراق وهم يرقصون على دماء الشهداء واهات الجرحى .
قد يكون الكلام مؤلم للبعض ولكننا اليوم نتساءل من المسؤول عن الدماء التي سالت على ارض العراق من المغدورين والمظلومين .
ان فتوى الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف جاءت لفضح هولاء الخونة الذين تربوا في مدرسة الذل والمهانة ولتثبت لهم ان رجال المرجعية وان قل عددهم فهم كرجال بدر اسود في الوغى واذا اشتد الحراب .
ان الدماء التي سالت اليوم وهي تدافع عن خطا ارتكبه حكام ظلمه باعوا انفسهم للاجنبي ,هذه الدماء والله لن تذهب سدى, وسيحاسب التاريخ هولاء العملاء على فعلتهم الشنيعة هذه وسوف تكشف الحقائق يوما للشعب العراقي ويعرفون المقصر الحقيقي في هذا الامر وسيلعنه التاريخ مدى الدهر.
https://telegram.me/buratha